سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي – الأبيوردي
سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي … فَأَبْكى صِحابِي، وَحَنَّتْ جِمالِي
فَقُلْتُ لَهُمْ مَوْهِناً، وَالدُّمُوعُ … تسيلُ على ظلفاتِ الرِّحالِ
أتبكونَ منْ جزعٍ والبكاءُ … تُكَرَّمُ عَنْهُ عَيونُ الرِّجالِ
بِأَيِّ دَواعِي الهَوى تُطْرَقونَ؟ … فَقالوا: بِهذا البُرَيْقِ المُلالِي
وَبي مِثْلُ ما بِهِمُ مِنْ أَسى ً … وَلكنّني بِالأَسى لا أُبالِي
أأَستنشقُ الرِّيحَ علويَّة ًَ … أَجَلْ وَبِكُوفَنَ أَهْلِي وَما لِي
وجدِّيَ منْ غالبٍ في الذُّرا … ومِنْ عامرٍ وهمُ الحُمسُ خالي
فأكرمْ بمَنْ كانَ أعمامهُ … قريشاً وأخوالهُ منْ هلالِ
وتلكَ بيوتٌ بناها الإلهُ … على عُمُدٍ في نِزارٍ طِوالِ
أدلُّ بها وبنفسي أرومُ … عُلاً تُجْتَنى من صُدور العَوالِي
وبالمنحنى شجني والحمى … إِليهِ نِزاعي، وَعَنْهُ سُؤالِي
وَكَمْ رَشَأٍ عاطِلٍ شاقَنِي … إلى رشأٍ في مغانيه حالِ
وقد ردَّ غربيَ عمّا أرومُ … زَمانٌ تَضايَقَ فيهِ مَجالِي
وقدَّمَ منْ أهلهِ عصبة ً … لِئامَ الجُدودِ قِباحَ الفِعالِ
نَفَضْتُ يَدِي مِنْهُمُ إِذ رَأَيْتُ … لهمْ أيدياً بخلتْ بالنَّوالِ
سَواسِيَة ٌ جارُهُمْ لا يَعِزّـ … زُ حَتّى يُفارِقَهُمْ عَنْ تَقالِ
سيسمو بيَ المجدُ حتّى تنالَ … يَميني السُّها، وَالثُّرَيّا شِمالي
وَتَفْلي الصَّوارِمُ مِنْ مَعْشَرٍ … ذوائبَ تهفو بأيدي الفوالي
بحيثُ تناجي جباهُ الورى … منَ الأرضِ ما صافحتهُ نعالي