أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ – الأبيوردي
أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ … تسمو بطرفي إلى الرَّيَّانِ أوْ حضَنِ
أصبو إلى أرضِ نجدٍ وهيَ نازحة ٌ … والقلبُ مشتملٌ منّي على الحزنِ
وأسألُ الرَّكبَ عنها والدُّموعُ دمٌ … بِناظرٍ لمْ يَخطْ جَفْنا على وَسَنِ
وإنْ سرى البرقُ منْ تلقائها غرضتْ … عيسي بذي سلمٍ منْ مبركٍ خشنِ
والرّيحُ إنْ نَسَمَتْ عُلُويّة نَضَحَتْ … بالدمع حنَّة َ عُلْوِيٍّ إلى الوَطَنِ
فهلْ سبيلٌ إلى نَجدٍ وساكنهِ … يهزُّ منْ ألفَ المصرينِ للظَّعنِ
ليس العراقُ لهُ بَعدَ الحمى وطناً … يَميسُ عافِيهِ بينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ
وتَستَريحُ المَطايا من تَوَقُّصها … إذا فلتْ لممَ الحواذنِ بالثَّفنِ
فليتَ شِعري وَكم غّرَّ المُنى أُمماً … مِنْ فرعِ عدنان والأذْواءَ مِنْ يَمَنِ
هل أهبطنّ بلاداً أهلها عربٌ … لَم يَشرَبوا غيرَ صوبِ العارضِ الهتنِ
على مُطهَّمة ٍ جردٍ جحافلها … بيضٌ تلوحُ عليها رغوة ُ اللَّبَن
إذا رَمَوا مَنْ يُعاديهمْ بَها رَجَعَتْ … بالنّهبِ دامية َ اللَّبَّاتِ والثُّنَن
فلا دروعَ لهمْ إلاّ جلودهمُ … ولا عليهمْ سوى الأحسابِ منْ جننِ
إنْ يجمعِ اللّه شَمْلي يا هُذَيْمُ بِهمْ … فَلَسْتُ ما عِشتُ بِالزَّاري على الزَّمنِ