وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها – الأبيوردي
وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها … لألقى أناة َ الخطوِ منْ سلفيْ سعدِ
أُمَزِّقُ جِلْبابَ الظَّلامِ كَما فَرى … أخو الحزنِ ما نالتْ يداهُ منَ البُردِ
وَقَدْ عَبَّ في كَأْسِ الكَرى كُلُّ راكِبٍ … فمالَ نزيفاً والجيادُ بنا تردي
وَحَلَّ عِقالَ الوَجْدِ شَوْقٌ كَأَنَّهُ … شرارة ُ ما يرفضُّ منْ طرفِ الزَّندِ
وأوقرَ أجفاني دموعٌ نثرتها … على مِحْمَلي نَثْرَ الجُمانِ مِنَ العِقْدِ
فَلَمْ يُبْقِ مِنّي الحُبُّ إِلاّ حُشاشَة ً … يُجاذِبُنِيها ما أُعاني مِنَ الوَجْدِ
وظمياءَ لا تجزي المحبَّ بودِّهِ … وللهِ ما يخفيهِ منهُ وما يُبدي
وتوهي مريراتِ العهودِ خيانة ً … لِمُصْفِي الهَوى راعِي المَوَدَّة ِ وَالعَهْدِ
وترتاحُ للواشي بأذنٍ سميعة ٍ … تلقَّفُ منهُ ما ينيرُ وما يسدي
وتنكرُ حتّى ليلة َ الجزعِ بالحمى … ليالينا بالسَّفحِ منْ علميْ نجدِ
وقدْ زرتها والباتراتُ هواتفٌ … بنا وأنابيبُ الرُّدينيَّة ِ الملدُ
وَذُقْتُ لهاـ أسْتَغْفِرُ اللّهَ ـ ريقَة ً … كبيضاءَ قدْ شيبتْ بحمراءَ كالوردِ
وَنِلْتُ حَديثاً كادَ يَغشى مواقفي … منَ القلَّة ِ الشَّماءِ بالأعصمِ الفردِ
ولمّا افترقنا كانَ ما وعدتْ بهِ … سَراباً، وَمَنْ بِالمْاء مِنْ حَجَرٍ صَلْدِ؟
ومنْ عجبٍ أنْ تخلفَ العهدَ غادة ٌ … أَبي وأَبوها مِن بَني صادقِ الوَعْدِ
وبالقلبِ وَشمٌ من هواها وَلَمْ يَكُنْ … ليمحوهُ غدري حياءً من المجدِ
أَحِنُّ إليها والعُلَيْمي عاذِلِي … هُذَيْمُ أَفِقْ مِنْ مَنْطقٍ حَزَّ في جِلدي
فَلَوْلا ابْنَة ُ السَّعديِّ لَمْ يَكُ مَنزلي … بحيثُ العرارُ الغضُّ يلتفُّ بالرَّندِ
ولا هاجَ شَوقي نَفحَة ٌ غَضَويَّة ٌ … غداة َ تلقتها العرانينُ منْ نجدِ
ومنْ أَجلها أُبدي الخُضوعَ لِقَومها … وأمحضهمْ ودِّي وأوطئهمْ خدِّي
ولي شيمة ٌ عسراءُ ترأمُ نخوة ً … تحلِّئُ سيفي عنْ مُضاجعة ِ الغمدِ