يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ – الشريف المرتضى
يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ … وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ
وأنّ ديناً عليكمْ لا قضاءَ له … وأنّ رهناً عليكمْ تائهٌ غلقُ
وكيف ينفعُنا صدقُ الحديثِ وقد … قبلتمُ قول أقوامٍ وما صدقوا ؟
وهلْ دُنوُّكُمُ مُسْلٍ ونحنُ إذا … كنّا جميعاً بطولِ الصّدِّ نفترقُ ؟
كلُّ المودَّة ِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ … وكلُّ حبٍّ سوى حبّى لكمْ ملقُ
ياصاحِبّيَّ امتحاني من عيونكما … فإنّ لى مقلة ً إنسانها غرقُ
واستوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلة ٌ … والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ مُنطلقُ
وفى الحدوج ” الّتى ” خفّ القطينُ بها … ظبى ٌ بما شاءَ من ألبابنا علقُ
وددتُ منه وقد حفّ الوشاة ُ ” بنا ” … أنّا بعلّة ِ قربِ البينِ نعتنقُ
قلْ للذي باتَ مَحروماً يُثبِّطُهُ … عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ
يرعى الهشيمَ ملظّا قعرَ أودية ٍ … غرثى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ
إِنِّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ … ما كان لى منه فى الأقوامِ معتلقُ
مردِّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ … متوّجٌ منه بالنعماءِ منتطقُ
يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ … وفجرنا فى زمانٍ كلّه غسقُ
” وحاملَ العبءْ كلّتْ دونه مننٌ … وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونَهُ الطُّرُقُ
ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبة ُ … والهامُ بين أنابيب القنا فلقُ
فى موقفٍ حرجٍ يلقى السّلاحُ به … والقِرْنُ من ضِيقهِ بالقرنِ معتنقُ
قد كان قبلك قومٌ لا جميلَ لهمْ … كأنَّهمْ من خُمولِ الذِّكرِ ما خُلِقوا
فوتُ الأمانيَ ما شادوا ولا كرموا … نُكْدُ السَّحائبِ ما انهلُّوا ولا بَرِقوا
فما نفقنا عليهم من غباوتِهمْ … وما علينا بشيءٍ منهُمُ نَفقوا
وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتًى … مستجمعٌ فيه هذا الخلقُ والخلقُ ؟
ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ … يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ
وأى ُّ مخترقٍ يضحى وليس به … إلى الفضيلة ِ منك النّصُّ والعنقُ ؟
وأى ُّ مقصًى عن المعروف ليس له … مُصْطَبَحٌ بينَ ماتُولي ومُغْتَبَقُ
شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعٌ … وجانبٌ فيه للمحروم مرتزقُ
مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ … ومستجارٌ فلا خوفٌ ولا فرقُ
ومشهدٌ ليسَ فيه مِن هوى ً جَنَفٌ … ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ
لا يألف الحقدُ مغنًى من مساكنهِ … ولا يُلَبِّثُ في أَبياتِهِ الحَنَقُ
قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صريمتهُ … وربَّما خابَ بغياً بعضُ مَن يَثِقُ
حذارِ من غفلاتِ اللّيث يخدرُ فى … رأى العيون وفى تاموره النّزقُ
يغضى كأنّ عليه من كرًى سنة ً … وإنّما حشوه التّسهيدُ والأرقُ
ولا تراه وإنْ طال المطالُ به … إلاّ مكبّاً على الأوصال يعترقُ
أو من ضئيلٍ كجثمانِ الفظيعِ له … في كلِّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوَى صَعِقُ
أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما … مسّ الفتى من نواحى جلده البهقُ
تراهُ في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَة ٍ … كأنّما هو فى تدويره طبقُ
فافخرْ فما الفخرُ إِلاّ ما خُصصتَ به … وفخرُ غيرك مكذوبٌ ومختلقُ
فالمجدُ وقفٌ على دارٍ حللتَ بها … وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ
واسعدْ بذا العيد والتّحويلِ إنّهما … توافقا ، والسّعودُ الغرُّ تتّفقُ
عيدانِ؛ هذا به فِطْرُ الصِّيامِ وذا … زارَ البسيطة َ فيه الوابلُ الغَدَقُ
وقتٌ به السَّعدُ مقرونٌ ومُلْتبسٌ … وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتفِقُ
وليلة ٌ صقلَ التحويلُ صبغتَها … فإنَّما هي للسَّاري بها فَلَقُ
ومَن رأى قبلَ أنْ ضوَّأتَ ظُلمَتَهُ … ليلاً له فى الدّ آدى منظرٌ يققُ ؟
ضاق القريضُ عن استيفاء فضلك يا … ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ
وإنّما نشكر النّعمى وإنْ عظمتْ … فكم أناسٍ بما أولوهُ ما نطقوا
فاسلمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِية ٌ … وكلُّ مختلفٍ فى الخلقِ متّسقُ
وعشْ كما شئتَ عمراً ” ما لنائبة ٍ ” … به مجالٌ ولا فيه لها طرقُ