ينام على الغدر من لا يغارُ – مهيار الديلمي
ينام على الغدر من لا يغارُ … و لا يظلمَ الحرُّ فيه انتصارُ
عليَّ لعيني اختيارُ الحبيبِ … و إن خانني فإليَّ الخيارُ
ملكتُ فؤادي على بابلٍ … و عقَّ أخاه الفؤادُ المعارُ
و فيمن سمحتُ به للحمو … ل أبيضُ ليلٍ سراه نهارُ
إذا شكرتْ حقبهُ خصره … تظلم من معصميه السوارُ
و بدرٌ وما عدَّ من شهره … سوى هجره والتجني سرارُ
تطلعَ يتبعني مقلتي … ه مختمرا من حلاه الخمارُ
و كنتُ الحليمَ وفي مثلها … تخفُّ الحلومُ ويهفو الوقارُ
أحبُّ الجفاءَ على عزة ٍ … و لا أحمل الوصلَ والوصلُ عارُ
قضيتَ وتهوى ويرضى الفتى … بطيفٍ يزور وربعٍ يزارُ
و هبتْ تلوم على عفتي … و تحذر لو قد كفاها الحذارُ
تقول القناعة ُ موتُ الفتى … إذا ألفتْ والحياة ُ اليسارُ
و ما الناسُ لو أنصفتني الحسا … بَ والأرضُ إلا صديقٌ ودارُ
و ما ارتبتُ حتى رأيتُ اليمي … نَ تعقد في الحقَّ عنها اليسارُ
و تطمعُ بالشعر لي في الغنى … متى نصح الطمعَ المستشارُ
و لم تدرِ أنّ المساعي الطوا … لَ آفتهن الحظوظُ القصارُ
و ما علمُ طبك من علتي … و صبريَ والكرمُ الإصطبارُ
إذا لم يبينْ أسى ً أو أسى ً … فكيف يبينُ غنى ً وافتقارُ
خبرتُ رجالا فما سرني … على الودّ ما كشفَ الإختبارُ
و لما غلقتُ برهن الوفاء … لهم تركوني بنجدٍ وغاروا
فلا يبعد اللهُ من ظلمهم … أخلاءَ حصوا جناحي وطاروا
و جربتُ حظي بمدح الملوك … مرارا وكلّ جناها مرارُ
و كم من مقامٍ توقرتُ في … ه طاروا له فرحا واستطاروا
و خفتْ مسامعُ هنَّ الجبالُ … و جفتْ أناملُ هنَّ البحارُ
و أخرى ولم يأتني نفعها … و يا ليت لم يأتِ منها ضرارُ
إذا ما دعوتُ زعيمَ الكفا … ة ِ أدركني الماءُ والخطبُ نارُ
و قام لها ناهضَ المنكبين … يقلصُ عن قدميه الإزارُ
إذا خاض نقعي حمى ً أو حجاً … تفرج عن حاجبيه الغمارُ
كريمٌ تبرعَ بالنصر لي … و بالخيلِ من دون نصري انتشارُ
أبى أن أضامَ وردَّ الفرارَ … عليّ وأقصى سلاحي الفرارُ
بلا قدمٍ تتقاضاه لي … فترعى له ذمة ٌ أو ذمارُ
بلى . في التجانس حقٌ جناه … عليّ وجارك بالجنس جارُ
عجبتُ لباغيَّ أن أسترقَّ … و كسري أبى ولساني نزارُ
أرادَ لنقصٍ به بذلهُ … و ربحي في بيع عرضي خسارُ
أمانٍ أصابت له في سواري … و خابت معي الأماني قمارُ
دمُ الفضلِ ثارَ بهِ أن يطلَّ … فتى ً لا ينام وللمجدِ ثارُ
قؤولٌ إذا الألسنُ المطلقا … تُ قيدها حصرٌ وانكسارُ
يرى فورهُ واصفا غورهُ … و هل يصفُ النارَ إلا الشرارُ
كفى الدولتين عناءُ الحسي … ن من يستشارُ ومن يستجارُ
و قلبتا واليه مصي … رُ أمريهما وعليه المدارُ
و قمتَ ودون المقام الحميدِ … مزالقُ يصعبُ فيها القرارُ
و قبلكَ قد جربوا واجتنوا … و بعدك وانتصحوا واستشاروا
و حلوا بسيماك من جردو … ه لو قطعتْ بالحليَّ الشفارُ
فذاك مدلٌّ على عجزه … يؤمرُ وهو عيالٌ يمارُ
طريرُ العيانِ صدى ُّ اللسانِ … خطا لفظهِ خطأٌ أو عثارُ
إذا نشر الكبرُ أعطافه … طوت بشره الغرماتُ الصغارُ
لثوب الرياسة ِ ضيقٌ علي … ه معْ وسعِ أثوابهِ وانشمارُ
غريبٌ إذا أنت فيها انتسب … تَ أدلى به نسبٌ مستعارُ
جزتك عن الملك يومَ الجزاء … و عن فخره يومَ يجزي الفخارُ
غوادٍ من الحمدِ والإعتراف … غوارفُ من كلَّ عذبٍ غزارُ
تجودك نعماءَ تزكو النفو … سُ فيها وتغنى َ عليها الديارُ
و عنى سوائرُ إما تحطُّ الرّ … واة ُ وقاطنة ٌ حيث ساروا
عذاري يجلى لهنَّ الجمالُ … و يخلعُ في حبهنّ العذارُ
يخيلُ ما نشرتْ من علاك … عيابا متى نشرتها التجارُ
إذا حبرتْ أمهاتُ القري … ض أخبارها وبنوه الكبارُ
تمنوا بجهدهم عفوها … على ما سبوا غيرهم أو أغاروا
يقرُّ لمجدك إكثارها … بما سلفتْ أنه الإقتصارُ
فإن شفع العبدُ في مذنبٍ … نجت وجروحُ الأماني جبارُ
و إن بلغَ الشكرُ حقَّ امرئ … فغايتها معك الإنتصارُ