يا مالكا عنت الوجوه لعزه – أحمد محرم
يا مالكا عنت الوجوه لعزه … وتواضعت لجلاله الأعناق
تأتي فتعثر بالطبول وربما … عثرت بها وبركبك الأبواق
وإذا رحلت لآخرين مطية … فرحالها الأسماع والأحداق
أو كلما ذهبت ركابك أو أتت … رجف الزمان وضجت الآفاق
هفت الجموع ولو أذنت لغيرها … طارت إليك الدور والأسواق
تلك الحفاوة لو أفاد تصنع … وأعز شأن الحاكمين نفاق
لو كنت في غير الكنانة ما احتفت … إلا بك الأغلال والأطواق
لك من مساوي الحكم كل كبيرة … ريعت لها الأقلام والأوراق
الظلم دين والتعسف شرعة … والغدر عهد والهوى ميثاق
يدلي إليك المجرمون بما لهم … والله ينظر والدم المهراق
مثر يدوس على الرؤوس ومعدم … يودي بثابت حقه الإملاق
يدعوك ذو الركن الضعيف لنصره … فتنوء آونة وتهوي الساق
وإذا الولاة إلى الولائم أمعنوا … ركضا فأنت الأبلج السباق
أنت العليم فصف لنا حكم الهوى … وتوجع الوجدان كيف يطاق
خصمان يعصف بالمضاجع منكما … تحت الظلام تغضب وشقاق
سكنت قلوب الصالحين وما ارعوى … فوق الحشية قلبك الخفاق
ينفي دبيب النوم حين تحسه … هم يثور ولوعة تنساق
قد كان ذلك ثم ثاب إليكما … بعد الخصام تآلف ووفاق
وإذا تتابعت الذنوب على امرء … سكنت إليها النفس والأخلاق
شر الشعوب من الحياة مكانة … شعب بأيدي الجاهلين يساق
الحكم عند المصلحين كفاية … والعرف عند ذوي النهى استحقاق
وأرى النفاق من الشعوب سجية … يعيا بمعضل دائها الحذاق
جن المنافق بالحياة وما درى … أن الحياة يفيضها الخلاق
ملك الخلائق أجمعين وقدرت … بيمينه الأقسام والأرزاق
وأفاض من عدل ومن حرية … فيهم فلا ظلم ولا استرقاق
لا تسبق النفس الأبية حينها … يوما لا يعتاقها الإشفاق
تبدو القيود فتقشعر جلودنا … والجهل قيد محكم ووثاق
كلمات: سعيد الهندي
ألحان: مطلق الذيابي