ولائمتي يوما على ما أتت به – الفرزدق

وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ … صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ

فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري، … فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ

تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها … فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ

وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُرٌ … عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ

فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ … أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ

أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً، … فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ

وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي … سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ

أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ … إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ