وصاحبٍ لا كانَ مِن صاحبٍ – محمود سامي البارودي

وصاحبٍ لا كانَ مِن صاحبٍ … أخلاقهُ كالمعدة ِ الفاسدَه

أَقْبَحُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ خَصْلَة ٍ … أَحْسَنُ مَا فِي نَفْسِهِ الْجَامِدَهْ

لو أنَّهُ صُوِّرَ مِن طَبعهِ … كانَ لعمرِى عقرباً راصِدَه

يَصلحُ للصَّفعِ لِكَى لا يُرَى … في عَدَدِ الناسِ بِلاَ فَائِدَهْ

يغلبهُ الضَّعفُ ، ولَكنَّهُ … يهدِمُ فى قَعدتهِ المائدَه

يُراقبُ الصَّحنَ على غفلة ٍ … مِنْ أَهْلِهِ كَالْهِرَّة ِ الصَّائِدَهْ

كأنما أظفورهُ مِنجَلٌ … وَبَيْنَ فَكَّيْهِ رَحًى راعِدَهْ

كَأنَّما البطَّة ُ فى حلقهِ … نَعامة ٌ فى سبسَبٍ شارِدَه

تَسْمَعُ لِلْبَلْعِ نَقِيقاً، كَمَا … نقَّت ضَفاى ِ ليلة ٍ راكِدَه

كأنَّما أنفاسهُ حَرجف … وبينَ جنبيهِ لظى ً واقدَه

وَيْلُمِّهِ إِذْ مَخَضَتْ، هَلْ دَرَتْ … أنَّ الرَّدى فى بَطنِها العاقِدَه ؟

تَبًّا لَهَا شَنْعَاءَ جَاءَتْ بِهِ … مِنْ لَقْحَة ٍ في فَقْحَة ٍ كاسِدَهْ

لا رَحْمَة ُ اللَّهِ عَلَى وَالِدٍ … غَمَّ بِهِ الدُّنْيَا، ولا وَالِدَهْ