وسربِ عذارى من عقيلٍ سمعنني – الأبيوردي
وسربِ عذارى من عقيلٍ سمعنني … وراءَ بيوتِ الحيِّ مرتجزاً أشدو
فَسُدَّتْ خَصاصات الخُدورِ بأَعْيُنٍ … حَكَتْ قُضُباً في كُلِّ قَلْبٍ لَها غِمْدُ
وَرَدَّدْنَ أَنْفاسَاً تُقَدُّ مِنَ الحَشَى … وتدمى فلمْ يسلم لغانية ٍ عقدُ
وفيهنَّ هندٌ وهيَ خودٌ غريرة ٌ … وَمُنْيَة ُ نَفْسي دونَ أَتْرابِها هِنْدُ
فَقُلْنَ لَهَا: منْ أَينَ أَوْضَحَ ذا الفَتى … وَمَنْشَؤُهُ غَوْرا ثِهامَة َ أوْ نَجْدُ؟
ففي لفظهِ علويَّة ٌ منْ فصاحة ٍ … وقدْ كادَ منْ أشعارهِ يقطرُ المجدُ
فقالت: غلامٌ منْ قريشٍ تقاذفتْ … بهِ نيَّة ُ يعيى بها العاجزُ الوغدُ
لَعَمْرُ أَبيها إنَّها لَخَبيرة ٌ … بأروعَ يمري درَّ نائلهِ الحمدُ
مِنَ القَوْمِ تَسْتَحِلي المَنايا نُفُوسَهُمْ … ويختالُ تيهاً في ظلالهمُ الوفدُ
وَمَنْ لانَ لِلْخَطْبِ المُلِمِّ عَريكَة ً … فإنّي على ما نابني حجرٌ صلدُ
بَلَغْتُ أَشُدِّي، والزَّمانُ مُمارِسٌ … جماحي عليهِ وهو ما راضني بعدُ