هَلْ لِسَلامِ الْعَلِيلِ رَدُّ؟ – محمود سامي البارودي

هَلْ لِسَلامِ الْعَلِيلِ رَدُّ؟ … أَمْ لِصَبَاحِ اللِّقَاءِ وَعْدُ؟

أبيتُ أرعَى الدُّجى بعينٍ … غِذَاؤُهَا مَدْمَعٌ وسُهْدُ

لا صاحبٌ إن شَكوتُ حالى … يَرثِى ، ولا سامِعٌ يَردُّ

بينَ قنانٍ على ثَراها … من سُتراتِ الغَمامِ بُردُ

أَظَلُّ فيها أَنُوحُ فَرْداً … وَكُلُّ نَائِي الدِّيَارِ فَرْدُ

فَمَنْ لِقَلْبِي بِظَبْيِ وَادٍ … بَيْنَ وَشِيجِ الرِّمَاحِ يَعْدُو؟

صارَ بِحكمِ الهوى مَليكِى … وَمَا لِحُكْمِ الْهَوَى مَرَدُّ

يَا سَعْدُ، قُلْ لِي، فَأَنْتَ أَدْرَى … متَى رِعانُ العقيقِ تبدو؟

أشتاقُ نجداً وساكنيهِ … وَأيْنَ مِنِّي الْغَدَاة َ نَجْدُ؟

ذابَ فؤادى بِحُبِّ ليلى … يَا لِفُؤَادٍ بَرَاهُ وَجْدُ

فَكَيْفَ أُمْسِي بِغَيْرِ قَلْبٍ؟ … يا نُورَ عَيْنِي، وَكَيْفَ أغْدُو؟

لِكُلِّ شئ وإن تمادَى … حدٌّ ، وما للغرامِ حدُّ

فَلَيْسَ قَبْلَ الْغَرَامِ قَبْلٌ … وَلَيْسَ بَعْدَ الْغَرَامِ بَعْدُ

فهَل لِنيلِ الوِصالِ يوماً … بعدَ مديدِ الصُّدُودِ عهدُ ؟

وهل أرآنى رَفيقَ حادٍ … بِمَدْحِ خَيْرِ الأَنَامِ يَحْدُو؟

عَسى إلَهى يفُكُّ أسرى … فهوَ فعولٌ لما يودُّ