هو الركب غاديه سلام ورائحه – أحمد محرم

هو الركب غاديه سلام ورائحه … تبلج يغشي ناظر الشمس واضحه

إذا السبل ضاقت عن سواه فلم يسر … تنقل شتى في القلوب منادحه

هو الركب فيه من سنا الحق لمحة … تجمع ساري النور فيها وسابحه

تطلع ملء الدهر والدهر كله … لسان يحييه وكف تصافحه

حللت أبا الأشبال منا بأنفس … عناها من الشوق المبرح لافحة

فأبلغتها ري الصدى ومنحتها … من البر والمعروف ما أنت مانحه

أياديك ذكر للكنانة صاعد … ومجد يباري همة النجم طامحه

بعثت بها عصر الحضارة مونقا … تطيب مجانيه وتذكر نوافحه

وأدنيت من آمالها الغر ما لوى … يد الدهر جافيه وأعياه نازحه

إذا رحت تستقصي مطالبها العلى … عنا المطلب الجبار وانقاد جامحه

فتحت لها باب الحياة فأقبلت … وأقبل طير اليمن ينهال سانحه

وما عرف الأقوام بابا يسرهم … من الخير إلا في يديك مفاتحه

سننت لشعب النيل سنة ناهض … بعيد مدى الآمال شتى مطارحه

وأرشدته تبغي له الجد خطة … فأمسك غاويه وأقصر مازحه

تعلم منك السعي لا يعرف الونى … فما ارتد ساعيه ولا كف كادحه

يظل أمام الدهر والدهر ثائر … يدافعه عن حقه ويكافحه

ولن يستطيع الشعب مجدا ورفعة … إذا نام بانيه وعربد صائحه

بنيت فأحسنت البناء وإنه … لباق على مر الحوادث صالحه

دمنهور من جداوك مشرقة السنا … ويومك فيها كابر الشأن راجحه

طلعت عليها غدوة السبت كوكبا … تغاديه أسراب المنى وتراوحه

ففي كل سبت من مثالك طائف … يشوق بها شعبا ظماء جوانحه

تلقاك بالإجلال يصفيك وده … وغرد يقضي حق نعماك صادحه

أرى الطير في واديك شتى ضروبه … وما يستوي شاديه يوما ونائحه

مدحتك إن الجاعل المجد همه … ليكرم مطريه ويحمد مادحه

ألست الذي خففت عن شعبك الأذى … وأدركته والخطب يشتد فادحه

وأرسلته ملء الزمان مغامرا … وكان صريعا ما يواتيك رازحه

ثوى زمنا يشكو الجراح فلم تزل … تداويه حتى ارتد يشكوه جارحه

ولن يخطئ الشعب السبيل إلى العلا … سبيلك هاديه ورأيك ناصحه

تقدم يبني المجد شتى وجوهه … فساحا مناحيه سماحا مسارحه

فلم يبق ما يخشى عليه صديقه … ولم يبق ما يشفي به الغيظ كاشحه

كلمات: عبدالله الجار الله

ألحان: سامي احسان

1987