هل في جفونكما دمعٌ لممتاح – أحمد محرم
هل في جفونكما دمعٌ لممتاح … لم يبق من دمعه ري لملتاح
في كل يومٍ لقومي مأتمٌ جللٌ … يودي بمجهود بكاءٍ ونواح
لم يبق غير سواد العين أسفحه … دمعاً لعادٍ من الحدثان مجتاح
رمى الشهابين من أفقيهما وسما … للطائرين بظفرٍ منه جراح
رماهما نسره من بعدما احتكما … في الطير من كل غداءٍ ورواح
مرا بها وهي فوضى في مسراحها … فاهتاج غافلها واستوفز الصاحي
حياهما كل نعابٍ وحفهما … إجلال كل رخيم الصوت صداح
رد العقاب جناحي نافذٍ عجلٍ … وأمسك النسر من ألحاظ طماح
وأقبلت أمم للطير حاشرة ً … تصفي الولاء بأجسامٍ وأرواح
تملكا الجو حتى قيل قد أخذا … جو الكنانة أخذ الماء بالراح
لما دعاها بشير الريح فازدلفت … تلقى ركابهما في الموكب الضاحي
خرا شهيدين عن عرشيهما وهوى … ملكاهما بين الآمٍ وأتراح
الملك لله كم أهوى بمملكة ٍ … شماء ما بين إمساءٍ وإصباح
رزء الخلافة ذاقت مصر لوعته … فما تفيق ولا تصغي إلى اللاحي
محا العزاء وأدمى كل جانحة ٍ … فما لروعته في القلب من ماح
مآتم من بني عثمان لا شهدوا … من بعدها غير أعيادٍ وأفراح
بنى الشهيدان فوق النجم مجدهم … في مشرقٍ من صميم العز لماح
قومي الألى تعرف العلياء موضعهم … في ملتقى غررٍ منها وأوضاح
تألقوا في مساري الشهب وانبعثوا … في عرف كل ذكي العرف فواح
جاءوا وقد نضت الدنيا قلائدها … فقلدوها بأسيافٍ وأرماح
لو قيل للمجد فيمن أنت منتسب … لأفصح المجد عنهم أي إفصاح
ما عالج الناس من عمياء مقفلة ٍ … إلا وعاجلها قومي بمفتاح
هم أطلقوا الدهر من أسر الفساد وهم … ساسوا الأمور فزانوها بإصلاح
ما جئتهم بالقوافي الغر ممتدحاً … إلا وجدتهمو من فوق تمداحي