هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ – مهيار الديلمي
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ … قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ
أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا … دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ
زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال … عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ
فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ … حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ
وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ … لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ
وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها … ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ
لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً … ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ
يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً … وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ
يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها … على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ
حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ … هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ
فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ … وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ
تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ … وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ
وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ … تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ
وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ … غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ
وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ … وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ
واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا … لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ
ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً … مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ
أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ … حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ
وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ … وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ
وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ … شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ
كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ … مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ
فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ … ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ
حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ … بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ
منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ … جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ
لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً … لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ
ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ … والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ
يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ … في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ
بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً … على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ
حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ … عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ
فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ … بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ
وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى … معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ
واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها … ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ
فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ … وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ … دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ
توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ … فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ
وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ … فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ
سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها … في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ
مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال … أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ
ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ … إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ
وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ … إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ
لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ … عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ
كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ … وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ
ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً … لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير
أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ … والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ
لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ … ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ
وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا … ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ
يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ … مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ
يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها … فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ
ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها … ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ
على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها … في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ
وصافناتٍ تضاغى في مراسنها … كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ
عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ … ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ
للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ … والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ
يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ … لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ
يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ … كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ
فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا … أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ
لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على … أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ
ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ … على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ
كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما … حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ
وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ … تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ
ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ … بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ
لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ … حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ
إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ … حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ
تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى … عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ
شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال … أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ
إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ … حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ
ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ … فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ
النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال … آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ
لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها … والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور
وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ … والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ
وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ … قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ … في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ
جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها … عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ
عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ … على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ
فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ … وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ
يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ … يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ
لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ … لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ
وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ … وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ
شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ … لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ
والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ … بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ
فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها … بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ
وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ … يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ
لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا … بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ
وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ … مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ
شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها … إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ
ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ … لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ
وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا … يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب … نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ
تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ … لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ
ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها … فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ
وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا … فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ
يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً … لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ
وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ … فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ
ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها … إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ
زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي … والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ
وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ … قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ
سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ … إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ
وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً … حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ
أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ … ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ
ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ … مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ
لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا … إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ
وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ … ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ
لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً … سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ
تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ … وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ
وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ … بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ
فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما … منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ
فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ … ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ
أكسُ وحرمتنا عندي جمالها … فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ
وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ … ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ
فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ … إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ
ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق … تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ
وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً … تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ
للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ … طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ
كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها … حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ
يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ … كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ
ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ … نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ
فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها … تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ
مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها … بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ
سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها … إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ