هلموا وأنظروا – محمد مهدي الجواهري

الا لا تسألاني ما دهَاني … فعن ايِّ الحوادثِ تسألانِ

بكَيت وما على نفسي ولكنْ … على وَطَنٍ مُضام مُستَهان

على وَطن عجيفٍ ليس يقوَى … على نُوَبٍ مُسلْسلةٍ سمان

تظُنُّ زعانفٌ . والظنُ إثم … باني لا أُرامي من رَماني

أأتركُهم وقد أغرَوا بأخذي … وأنساهُم وقد غَصَبوا مَكاني

اما واللهِ لولا خوفُ واشٍ … يحرَّفُ عن مقاصِده بَياني

إذنْ لملأتُ محفِلَكم شُجوناً … دماً يبكي عليها الرافدان

ولكني أطمَّنُ من هِياجي … وأمنع أن يغالبَني جَناني

لِحاظاً للعواقب وانتظاراً … ليومٍ ضامنٍ نيلَ الأماني

أمثلي تَمنَعون عن القوافي … ومثلي تحبِسون عن البيان ؟

سيمنعُ من طلاقته لساني … متى مُنِعَ الظهورَ الفرقدان

دعوه انه بالرغم منكم … جوادٌ سابقٌ ملءَ العِنان

عريقٌ ليسَ بالمجهول أصلاً … ولا يَنمي لآباء هِجان

أنا الصَبُّ الذي مَلَك القوافي … ولم يبلُغْ سوى عشرٍ زماني

حياتي للعراق فِدىً ووقفٌ … على وطني ومُصلِحُه كياني

ولو سُئِل الجمادُ لمن قريضٌ … تَهَشُّ له إذا يُروَى عَناني

” ولو اني بُلِيتُ بهاشميٍّ … خُؤولته بنو عبدِالمَدان

لهان عليّ ما ألقى ولكنْ … هلُّموا وانظروا بمن ابتلاني “