رثاء شيخ الشريعة – محمد مهدي الجواهري
أبن ما لهذا الدين ناحت منابره … وقل خفية أين استقلت عساكره
ولم شرق الناعي بمنعاه عله … رأى شامتا يخشى وعيناً تحاذره
فخافت فلا تفصح بما طرق الهدى … جهارا وقل قد أسلم الغاب خادره
وشكواك فاكتمها وقل متجلدا : … زمان مضت أولاه هذي أواخره
وهل ينفع المفجوع حبس دموعه … وباطن ما يخفيه يبديه ظاهره
وقالوا : بنو الآمال تشكو من الظما … فقلت : نعم ، بحر الندى جف زاخره
لفقدك أبكي باطن الأرض ظهرها … فعادت سواءً دوره ومقابره
إذا كان ورد الموت من عمر ماجدٍ … فما عن سوى الأمجاد تهوى مصادره
أبا حسن في الصدر مني سريرة … سأكتمها حتى تباح سرائره
أعدوك للأمر الجليل وأضمرت … خلاف الذي قد أضمروه مقادره
ولم تدرك الثأر المنيم من العدى … فجفنك لم أغضى وهوم ساهره؟
سلام على النعش الخفيف فقد ثوت … ثقال المعالي عنده وأواصره
أنا عيه خفض ، فالشريعة تعتزي … إلى شيخها فانظر لما أنت ذاكره
لفقدك حال الدين عما عهدته … فمسلمه في ذمة الشرع كافره
فلا بلغ الناعي على دين أحمد … مناه ، ولا حاقت يديه بواتره
فلو شاء ذاك القبر بين كم به … أماني نفوس قد طوتها ضمائره
فيا لاسقت إلا يداه ضريحه … ففيه مسح الغيث حل وماطره