سلام على أرض الرصافة – محمد مهدي الجواهري

صبوت إلى أرض العراق وبَرْدها … اذا ما تصابى ذو الهوى لربى نجدٍ

بلاد بها استعذبتُ ماء شبيبتي … هوىٍ ولبست العزَّ بُرداً على برد

وصلت بها عمرِ الشباب وشَرخَه … بذكر على قرب وشوق على بعد

بذلت لها حق الوداد رعايةً … وما حفظ الود المقيم سوى الود

سلام على أرض الرُّصافة إنها … مراح ذوي الشكوى وسلوى ذوي الوجد

لها الله ما ابهى ودجلةُ حولها … تلف كما التف السوارُ على الزند

يعطر أرجاها النسيم كأنما … تنفس فيها الروض عن عابق النَّد

هواؤكِ أم نشر من المسك نافح … وأرضك يا بغداد أم جنة الخلد

أحباي بالزوراء كيف تغيَّرت … رسوم هوىً لم يُراعَ جانبهُ بعدي

رَضِينا بحكم الدهر لا جو عيشنا … بصاف ولا حبل الوداد بممتد

كأن لم نحمِّلْ بيننا عاتق الصبَّا … رسائل أعيته من الأخذ والرد

جفوتم ولم انكر جفاكم فلستمُ … بأولِ صَحْب لم يدوموا على العهد