تحية العيد أو الملك والإنتداب – محمد مهدي الجواهري
لمن الصُّفوف تحفُّ بالأمجاد … وعلى من التاج الملمع باد
ومن المحلّى بالجلال يزينه … وقر الملوك وسحنة العبّاد
ليت الرشيد يعاد من بطن الثرى … ليرى الذي شاهدت في بغداد
حيث الملوك تطلعَّت تّواقة … لك والوفود روائح وغوادي
وعلى المواكب من جلالك هيبة … غصَّ الصعيد بها وماج الوادي
شّوال جئت وأنت أكرم وافد … بالعيد تسعد كعبة الوفّاد
أما العراق فلست من أعياده … وعليه للأرزاء ثوب حداد
ملك العراق هناك ملك أنه … وقف على سبط النبي الهادي
زف العراق إلى علاك سلامه … ما بين حاضر ربعه والبادي
يدعوك للأمر الجليل ولم تزل … ترجى ليوم كريهة ونآد
فكَّ العراق من الحماية تحيه … وامداد لسورّيا يد الإسعاد
عجباً تروم صلاح شعبك ساسة … بالأمس كانوا أصل كلِّ فساد
صرِّح لهم بالضدِّ من آمالهم … أولست ممن أفصحوا بالضاد ؟
قم ماش هذا الشعب في خطواته … لا تتركن وطني بغير سناد
ألله خلفك والجدود كلاهما … وكفاك عون الله والأجداد
هذي الرقاب ولم تعوَّد ذلة … تشكو إليك نكاية الأصفاد
علت الوجوه الواضحات كآبة … ومحا الذبول نضارة الأوراد
والرافدان تماوجا حتى لقد … أشفقت أن يثبأ على الأسداد
ولقد شجاني أن ترى في مأتم … أمَّ الخلائف مرقد الأسياد
سل عن تشرشل كيف جاذبه الهوى … حتى استثار كوامن الأحقاد
هيهات من دون الذي أمَّلته … وقع السُّيوف ووثبة الآساد
ومواطن حدبت على استقلالها … بالسيف ترضعه دم الأكباد
يكفيكمو بالأمس ما جرَّبتم … فدعوا السيوف تقرُّ في الأغماد
أبني الشعوب المستضامة نهضة … ترضي الجدود فلات حين رقاد
هذا تراث السالفين وديعة … لا تخجلوا الأجداد في الأحفاد