في الطيارة أو على أبواب المفاوضات – محمد مهدي الجواهري
حيّاك ربُّك غادياً أو رائحا … مستسهلاً نَهْجَ الهدايةِ واضحا
أمواجُ دجلةَ والفراتِ تدفَّقا … عَذباً فراتاً عاد بعدك مالحا
أيّامُنا بك كلهن سوانحٌ … ومتى تشأْ – حوشيت – كُنَّ بوارحا
لولاك ما كان العراقُ وأهلُهُ … إلا قطيعاً في فلاةٍ سارحا
سُسْتَ الحوادثَ بالروية جاهداً … وحملتَ أعباءَ الخطوبِ فوادحا
وأذْبتَ نَفْسكَ في رياضةٍ موطنٍ … لولا جهودُك كان صعباً جامحا
لُقيِّتَ أصلَح غايةٍ يامن سعى … للهِ والأوطانِ سعياً صالحا
في ذمة الوطن المفدّى أن تُرى … مُتغِّرباً وعن المواطن نازحا
عَرَفتْك أقطاب السياسةِ ساهراً … بهمومه ولخير شعبك كادحا
“باريسُ ” تعرِفُ ثم ” لندنُ ” موقفاً … خُضْت السياسة فيه لُجاً طافحا
و ” التاج” اذ نَقَمت عليه عصابةٌ … قامرتَهُمْ فيهِ فكنت الرابحا
مولايَ ثقْإن الجْوانحَ ثرّةٌ … بولاء عرشِكَ مَا بقينَ جوانحا
سر واثقاً بجهاد شعبٍ طامحٍ … ولقد يسرُّكَ أن تراه طامحا
قل إن أتيتَ من ” الحليفة ” دارَها … ولقيِتَ شعباً للشعوب مكافحا
” شعبي ” وفي كفي نجاحُ مصيره … يرجو ويأملُ أن يرانيَ ناجحا
شعبي يُريد الرافدين لنفسه … لا أن يكونَ ” الرافدان ” منائحا
يشنا على العذب الفرات منافقاً … ويحب في السم الذعاف ” مصارحا”
” كوني ” له الخلَّ النصيحَ سريرةً … وَجهارة تجدِيهِ خلا ناصحا
كيما تصانَ مصالحٌ لك عنده … ” صوني لابناء العراق مصالحا “
مولايَ : عاطفةُ الأديب وشعرُهُ … كالَّزند يوري إنْ يصادفْ قادحا
عاشت برغم ” الظالمين ” قريحتي … ولكم أمات ” الظالمون “قرائحا
مدح الملوكَ ” الشاعرون ” وإنما … أفرغتُ ” قلبي ” للمليك مدائحا
في ظل مغناك الكريم ولطفِه … ابداً أُجيد ” خواطراً ” ..و ” سوانحا “