هذه دارها على الخلصاءِ – الأبيوردي

هذه دارها على الخلصاءِ … أضحكَ المزنُ روضها بالبكاءِ

وَكَساها الرَّبيعُ حُلَّة َ نَوْرٍ … نسجتها أناملُ الأنواءِ

فسلِ الرَّكبَ أنْ يميلوا إليها … بصدورِ الرَّكائبِ الأنضاءِ

إِنَّها مَنْزِلٌ بِهِ الْتَقَمَ الأجْـ … رعُ في ميعة ِ الشَّبابِ ردائي

وَكَأَنِّي أَرى بِأَطْلالِهِ وَشْـ … ـماً خَفِيَّا بِمِعْصَمَيْ ظَمْياءِ

أَرِجٌ تُرْبُهُنَّ مِنْ فَتَياتٍ … أَلِفَتْهُ أَشْباهُها مِنْ ظِباءِ

كبدورٍ على غصونٍ ظماءٍ … في حقوفٍ تقلُّهنَّ رواءِ

إِنْ تَبَسَّمْنَ فَالثُّغورُ أَقاحٍ … لُحْنَ غِبَّ الغَمامَة ِ الوَطْفاءِ

تَرْتَوي حينَ يَنْشُرُ الصُّبْحُ سِقْطَيْـ … ـهِ، مَساويكُهُنَّ مِنْ صَهْباءِ

وبنجدٍ للعامريَّة ِ دارٌ … برباها معرَّسُ الأهواءِ

غادة ٌ تملأُ العيونَ جمالاً … هيَ دائي منهنَّ وهيَ شفائي

فَتَملَّيْتُهُنَّ في عِيشَة ٍ خَضْـ … ـراءَ تَنْدَى كَرَوْضَة ٍ غَنَّاءِ

وَارْغَوى باطِلي وَعاثَ بَياضٌ … منْ قتيرٍ في لمَّة ٍ سوداءِ

وَظَلام الشَّبابِ أَحْسَنُ عِنْدِي … منْ مشيبٍ يُظلُّني بضياءِ

وَلِذِكْرى ذاكَ الزَّمانِ حَيازيـ … ـمِي تَلَوَّى بِالزّفرَة ِ الصُّعْداءِ

كلّما أوقدتْ على القلبِ ناراً … شرقَ الجفنُ يا أميمَ بماءِ