هجرت الديار – محمد مهدي الجواهري
هجرتَ الديارَ فقلتُ العفا … لربع السُّرور وزُزارِهِ
وبتُّ بليل لفرط الأسى … كَلَيل الضجيع على ناره
وظل يحن فؤاد المشوق … لذكر الحبيب وأخباره
تفيض دُموعي بتَذكاره … زماناً تَقَضّى بأوطاره
ولوبِنتَ – لا بنتَ – عن ذا المحيط … لضاق عليَّ بأقطاره
أطلت المُقام ألا عودةٌ … تحيي ” الغريَ ” بأنواره
لعمري أساء اليك الصنيع … زمان يُشاب بأكداره
كذا الدهرُ كم حاز من خامل … وحرٍ تصدى لأفكاره
علوت على موجه بعدما … تحداك عارم تياره
تنُم بطيب شذاك البلاد … كما الروضُ فاح بأزهاره
بعيشك شاطر فؤادي الهموم … فقد ضاق صدري بأسراره
فمثلك يُنهِضُ قطرَ العراق … ويَجْمَعُ أشتات أحراره
فلا تحرِمِ الشرقَ من مقولٍ … تروع عداه ببتاره
دُعُوا ودُعيتَ لنظم القريض … فكنت َ السَّبوقَ بمضماره
فهل أنت تغنَمها فُرصةٍ … فتُنهِضَ قطركَ من عاره