هتف البشير به وحان الحين – أحمد محرم

هتف البشير به وحان الحين … فأضاء وجه واستنار جبين

وبدت مواكبه حسانا طلقة … فشدا اللهيف وغرد المحزون

ويحي أأنت انشق قبرك وانقضى … عبث الخطوب ورأيها المأفون

إن غبت عن نظر العيون هنيهة … فقلوبنا الحرى عليك عيون

ماذا تظن بك البلاد وأهلها … تلك القيامة لو يكون يقين

من أطلق الأفكار من أوهامها … أيظل طول الدهر وهو سجين

أولم يقولوا محنة حاقت بنا … هيهات يكشفها فتى مفتون

أله جنود حوله محشودة … وبوارج مبثوثة وسفين

هذا الذي بعث الشعور وبثه … ملء الكنانة والشعور دفين

نادى بلادي فاستجابت أمة … ليست بغير هوى البلاد تدين

تبغي الحياة عزيزة ويغيظها … أن يستباح من الليوث عرين

أبت القعود مع الخوالف بعدما … أخذ اللواء القائد الميمون

ومضت تذود اليأس عن آمالها … وتعلم الأحداث كيف تلين

هذا الذي شرع الجهاد لقومه … فهدى الكتائب نهجه المسنون

إن المضلل في الحياة لمن يرى … أن الحياة وساوس وظنون

هي ما رأيت فكل شيء دونها … إن كنت تكره أن تضام يهون

إنا وفينا للبلاد فلم نخن … والدهر يظلم والخطوب تخون

نسخو بأنفسنا نريد حياتها … إن صد هياب وكف ضنين