نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي – الشريف المرتضى

نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي … وعدّتْ شيبَ رأسي من ذنوبي

وقالتْ لو سترتَ الشيبَ عنّي … فكمْ أخفَى التّستُّرُ من عيوبِ

فقلتُ لها أُجِلُّ صريح وِدِّي … وإخلاصي عن الشَّعرِ الخصيبِ

وما لَكِ يا أُمامُ مع اللّيالي … إذا طاولْنَ بُدٌّ مِنْ مَشيبِ؟

وما تدليسُ شَيبِ الرأسِ إلاّ … كتدليسِ الوِدادِ على الحبيبِ

فلا تلْحَيْ عليهِ فذاكَ داءٌ … عَياءٌ ضلَّ عن حيلِ الطبيبِ

وإنَّ بَعيدَ شيبكِ وهو آتٍ … نظيرُ بياضِ مفرقِي القريبِ

فإنْ تأبَيْ فقومي ميِّزي لي … نصيبَكِ فيهِ “يوماً” من نصيبي