نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ – مهيار الديلمي

نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ … حسبْ نفسي من زمانٍ وحبيبِ

فمن الواقفُ بي بينكما … جمعَ الفوقَ على سهمٍ مصيبِ

وقفة ً لا أشتكي من بعدها … غلة َ الصدرِ ولا ذلَّ الغريبِ

يا ابنة الجمرة ِ من ذي يزنٍ … في الصميم العدَّ والبيتِ الرحيبِ

ما لكم لا أجدبَ الله بكم … يرتعي جاركمُ غيرَ الخصيبِ

الجدي يمنعه ذو جدة ٍ … و الجنابُ الرحبُ ينبو بالجنوبِ

و رماحٌ دون أضيافكمُ … تأخذُ السالمَ فيكم بالمريبِ

أتقيكم والهوى يقدمُ بي … و أغضُّ الصوت والدمعُ يشي بي

و من الشقوة ِ في زورتكم … أنّ عينَ الرمح من عينِ الرقيبِ

لا يكن آخرَ عهدي بكمُ … ياولاة َ القلبِ ليلاتُ القليبِ

يا لمن ينكص عن غزلانكم … و هو وثابٌ على الليثِ الغضوبِ

و متى العزُّ وفي أبياتكم … أعينٌ تقهرُ سلطانَ القلوبِ

يا صبا نجدٍ ويا بانَ الغضا … أرفقا بي بالتثني والهبوبِ

و أسلما لا مثل ما طاحَ دمي … منكما بين نسمٍ وقضيبِ

قسمَ البينُ فما عدل بي … غدرة َ الوافي وتبعيدَ القريبِ

و قضى الدهرُ فحالتْ صبغة ٌ … عدَّ ذنبُ الدهرِ فيها من ذنوبي

و فؤادي يشتكي جورَ النوى … و عذاري يشتكي جورَ المشيبِ

كم أداري عنتَ الأيام في … غبنِ حظي وأطاطي للخطوبِ

و أردّ الحزمَ في أفحوصه … و هو هافٍ يتنزى للوثوبِ

قاعدا والجدُّ قد رحلَ بي … و المعالي يتقاضين ركوبي

جلسة َ الأعزلِ يلوى يدهُ … و سلاحي بين كوري وجنيبي

أمدحُ المثرين ظنا بهمُ … ربما يقمرَ بالظنّ الكذوبِ

كلُّ وغدِ الكفَّ منبوذِ الحيا … طيبِ المحضرِ مسبوبِ المغيبِ

يمنع الرفدَ وتلقى وفده … قحة ُ البخلِ بإدلالِ الوهوبِ

يطلبُ المدحَ لأن يفضحهُ … و هو قبلَ المدحِ مستورُ العيوبِ

قلتُ للآمال فيه كذبتْ … أمهُ إن كنتِ آمالي فخيبي

جلبُ الأرضِ عريضٌ دونه … و سرى العيسِ وإدمانُ اللغوبِ

و غلامٌ آخذٌ ما طلبتْ … نفسه أو فائتٌ كلَّ طلوبِ

يقمحُ الضيمَ ولو أبصرهُ … ليلة العشرِ على الماءِ الشروبِ

ما اذلَّ الخصبِ في دارِ الأذى … و ألذَّ العزَّ في دار الجدوبِ

يا بني كلَّ نعيم ضاحكٍ … في حمى وجهٍ من اللؤمِ قطوبِ

قد مللناكم على شارتكم … و يضيقُ الصدرُ في البيتِ الرحيبِ

و عسى الدنيا التي أدتكمُ … تصطفينا من بنيها بنجيبِ

ماجدِ الشيمة ِ سهلٍ ليلهُ … للقرى صبًّ إلى الحمدِ طروبِ

يكسبُ المالَ لأن يتلفهُ … و العلا في يدِ متلافٍ كسوبِ

تخبث الأيدي وفي راحتهِ … من نداه أرجُ المشتا المطيبِ

كابن حمادٍ ولا مثلَ له … هل ترى للبدر فرداً من ضريبِ

جاذبَ الرواضَ عن مقودهِ … مرسٌ تنكرهُ كفُّ الجذيبِ

و دعا الناسَ إلى تسويدهِ … واسعُ الجمرة ِ وهاجُ الثقوبِ

أين يا سائقها أين بها … جعجعِ الآمال في غيرِ عزيبِ

جمعَ الصاحبُ من أطرافها … و في حيرى الطرقِ عمياءِ النكوبِ

ضمها بالرأي حتى التأمتْ … شلتاها من شذوذٍ وشذوبِ

و يدٍ لا تربتْ تلك يداً … ربقة ِ الجاني وفكَّ المستنيبِ

سلتِ الدولة ُ منه صارما … شرقَ الصفحة ِ ظمآنَ الغروبِ

طبعَ الأقبالُ من جوهرهِ … زبرة ً تقدحُ نيرانَ الحروبِ

لو أطاعته يدٌ حاملة ٌ … لم تكذبْ ظبتاهُ عن ضريبِ

جربوه ماضيا حيثُ مضى … صادعَ الوحي ومحتومَ الغيوبِ

قلقاً ينفي الكرى عن وجههِ … علمه أنَّ المعالي في الهبوبِ

ألمعيا سودته نفسهُ … و المساعي قبلَ تسويدِ الشعوبِ

قدمتهُ صاعدا عن قومهِ … مصعدَ اللهذمِ قدامَ الكعوبِ

هبهبوا منه بليثٍ في الوغى … قرمِ الأظفارِ مشتاقِ النيوبِ

خيرِ من خبتْ له أو وخدتْ … للجدى ذاتُ سنامٍ وسبيبِ

يأخذُ الحاجاتِ من حيثُ غلتْ … غيرَ معذولٍ على حبَّ الغصوبِ

تحسبُ الغابة َ مما اجترهُ … حومة ً بين عقيرٍ وتريبِ

ماضيا لم يثنيهِ عن قصدهِ … هجمة ُ الليلِ ولا طولُ الدؤوبِ

جمعَ الجودَ إلى البأسِ كما … شعشعتْ نارٌ بماءٍ في قضيبِ

راحة ٌ لم يعلق البخلُ بها … و فؤادٌ لم يسفهْ بالوجيبِ

و لسانٌ يخصمُ السيفَ بهِ … يترك الفارسَ عبدا للخطيب

منْ رسولٌ سعدتْ رحلتهُ … يومَ أدعوهُ بلبيكَ مجيبي

ناصحُ الجيبِ بما حملتهُ … حيثُ يخشى مرسلٌ غشَّ الجيوبِ

لم أكلفهُ سرى البيدِ ولم … أتعسفه بأخطارِ السهوبِ

عيسه ملمومة ٌ يركب منها … مطمئنا ظهرَ مذلالٍ ركوبِ

تقسمُ الماءَ بياعٍ مطلقٍ … و فقارٍ مرسلِ الحبلِ سروبِ

صعبة ُ الخلقة ِ سهلٌ أرضها … فهو بين اللين منها والصليبِ

ساريا ليستْ عليه خيفة ٌ … ما وقاه الله سوراتِ الجنوبِ

قل لنوتيك شرعْ آمنا … حدثَ التيارِ والموجِ العصيبِ

رد بها ميسانَ واحبسها على ال … معقلِ الممنوعِ والوادي العشيبِ

فإذا ضاقت فعلقها أبا … طاهرٍ تعلقْ بفراجِ الكروبِ

و إلى ذي الرتبتين ابتدرتْ … فرصُ المجدِ وحاجاتُ الأريبِ

قل له عني حيتك العلا … بوكيفٍ من حيا الشكرِ صبيبِ

و سقى عرضك ما استسقيته … بارقٌ من مدحى غيرُ خلوبِ

ترفلُ الأحسابُ في روضتهِ … مرفلَ الغادة ِ في البردِ القشيبِ

خيرُ ما استثمرَ من غرس الندى … و اجتنى من غصنِ الجودِ الرطيبِ

و بذلتَ الوفرَ حتى اتبعتهُ … همَّ آدابك من حسنٍ وطيبِ

جاءني أنك مشعوفٌ به … شعفَ العذريّ بالخشفِ الربيبِ

راغباً أن تصطفى من جده … و الفكاهاتِ بمدحٍ أو نسيبِ

و تحلى منه عقدا باقيا … فخرهُ في كلَّ جيدٍ وتريبِ

قلتُ فضلٌ عجبٌ من دهرنا … و هو من فاعله غيرُ عجيبِ

ما تبالي حين تستامُ العلا … أخطيبُ الشمسِ أم أنتَ خطيبي

أنا من يعطيك مجدا حاضرا … و يبقي لك مجدا في العقيبِ

لا كقولٍ يطرد الساقي به … جذوة ً تخمدُ من قبلِ اللهيبِ

كم يميني على سلطانها … نفسَ مرجوًّ ومخشى ًّ مهيبِ

و ابتغي بالمالِ أن يشريني … فترفعتُ فطارتْ عفتي بي

لكن اشتقتُ وقد سميتَ لي … بسماتِ الفضلِ والجودِ الغريبِ

فاقترعْ خيرَ هدى ًّ وأثبْ … خيرَ ما جادت به نفسُ مثيبِ

و إذا صرتَ نصيبي منهمُ … فقد استوفيتُ من دهري نصيبي