نشيد العودة – محمد مهدي الجواهري

للهِ دَرُّكِ من وليدِ … في عيد مولِده السعيدِ

حَيَّتْْهُ ممطرةُ الدَّمار … بمثل قاصفةِ الرُّعود

وأظَله من كل قاذفةٍ … غرابٌ من حديد

ومشى بهذا المَهدْ ما … يحدو المهودَ إلى اللُحود

يا أختَ امسِ المالىءِ … الدنيا بجبارٍ عنيد

أسدَى وقد جَحَدَ الخلودَ … يداً ترِفُّ على الخُلود

أومَى الى زُمرَ المناقِب … من طَريف او تَليد

من كلِّ شاك ما استَباح … له المؤرّخُ من حدُود

فاتَتهْ رازحةُ الخُطى … تَشكو من الجَهد الجهيد

يبدو على شَمَمٍ وإيثارٍ … وإقدامٍ وجُود

جُرْحٌ بليغٌ في الفؤاد … ولطمةٌ فوقَ الخدود

فأقرَّها في أي أنصِبِةٍ … ومصطَلحٍ وطيد

من هذه الأرواحِ … ثائرةٌ على ضَنْك الجلود

مما يُحشِّده نضالُك … للفضيلة من جُنودُ

من هذه الأشلاء نافحةُ … الأريج على الصَعيد

بالأُمِّ هاويةٌ على البَعل … الكريم على الوَليد

إنّا قرأنا فيكِ … معنى لفظِ تاريخٍ مجيد

فضلتِ ” أمسِ ” على ” غدٍ ” … وطغى ” القديم ” على ” الجديد “

يا أختَ مُحترِس الحَمام … وامَّ مقتنص الأُسود

فوُزي بعُقْبى ما وُعِدتِ … فقد صَبْرتِ على الوعيد

ولقد صَبَرت على التي … يَعيَا بها صَبْرُ الجَليد

فلقد صَبَرت على رِباح … الموت تَعصِفُ بالحصيد

وعلى جحيمٍ منك عَبَّأ … ما تَخَيرَّ من وَقود

وعلى – امرَّ من الجحيم … شَماتة النِمَر الحقود

صُغتِ السُدودَ من الصدور … ترُدُّ عادية السدود

ومشيتِ انتِ الى الردى … فاخذتِ منه بالوريد

بَليَ باشدَّ منه … شكيمةً يومَ الوُرود

عودي فقد حَنَّ العرينُ … لعودة الأسَد الطريد

عودي كواسطةِ الجُمان … تَعود للعِقد الفريد

عودي نشيداً خالداً … ولأنتِ ملهمةُ النشيد