نزيل النيل أين تركت ملكاً – أحمد محرم
نزيل النيل أين تركت ملكاً … ألم ببابك العالي نزيلا
وأين التاج يرفع في دمشقٍ … فيصدع هامة الجوزاء طولا
وأين الجند حولك تزدهيه … مواكب تحمل الخطر الجليلا
وأين الفتح تنميه المواضي … وجرد الخيل تبعثها فحولا
عليها الجن آونة ً عزيفاً … تراح له وآونة صهيلا
أثارت وجد أحمد حين مرت … بمضجعه وروعت الخليلا
وهاجت من أمية في دمشقٍ … لواعج تبعث الداء الدخيلا
نزلت على صلاح الدين ضيفاً … فلم ترض المقام ولا الرحيلا
أحقاً كنت رب التاج فيها … وكنت الشعب والملك النبيلا
دع النعمان أنت أجل ملكاً … وأمنع جانباً وأعز غيلا
ومالك في بني غسان كفءٌ … إذا ذكروا العمارة والقبيلا
ألست لهاشمٍ وبني أبيه … إذا انتسب الفتى لأبٍ سليلا
بربك هل يدوم أسى ووجدٌ … لملكٍ لم يدم إلا قليلا
لئن تك هاشمٌ أسفت عليه … لقد كرهت أمية أن يزولا
عزاءً إن للأقدار حكماً … وإن قضاء ربك لن يحولا
وقل لأبيك والحسرات تهفو … بمقعد تاجه صبراً جميلا
وما تعصي خطوب الدهر حراً … أطاع الله مثلك والرسولا
سأرحم بعد قصرك كل قصرٍ … وأحسد بعدك الطلل المحيلا
وأبكي الشرق حيناً بعد حينٍ … وأندب في ممالكه العقولا
وليس بعاقلٍ من رام شيئاً … يراه إذا تأمل مستحيلا
لعمرك ما الحياة سوى صيالٍ … وليس الرأي إلا أن تصولا
متى رفع الرجاء بناء ملكٍ … وكان عماده قالاً وقيلا
يريد الراحمين وأي شعبٍ … عزيزٍ يرحم الشعب الذليلا
أتعجب أن ترى قنص الضواري … وتغضب أن يكون لها أكيلا
فثق بالله وانظر كيف يهدي … شعوب الشرق إذ ضلوا السبيلا
أظل جموعهم حدثٌ مهولٌ … ليكشف عنهم الحدث المهولا
وما شق الدواء على مريضٍ … إذا ما استأصل الداء الوبيلا
قل اللهم غفار الخطايا … إليك نتوب فارزقنا القبولا
عرفنا الحق بعد الجهل إنا … وجدنا الجهل للأقوام غولا
كلمات: فوزي فنتيانه
ألحان: طلال مداح
2010