ميامي فلوريدا – إيليا أبو ماضي
ما طائر كان في بيداء موحشة … فساقه قدر نحو البساتين
فبات تسعده فيها بلابلها … حينا ، ويسعدها بعض الأحايين
مني بأسعد حظا مذ نزلت بكم … يا معشر السادة الغرّ الميامين
فررت من برد كانون فقابلني … في أرضكم بالأقاحي شهر كانون
أنسام ((أيار)) تسري في أصائلها … وفي عشياتها أنفاس ((تشرين))
توزّع السحر شطرا في مغارسها … ولآخر في لحاظ الخرّد العين
كلّ الشتاء ربيع في شواطئها … وكلّ أيامها عيد الشعانين
لكن ميامي وإن جلّت مفاتنها … لولا وجودكم ليست لتغريني
إني لأشهد دنيا من عواطفكم … أحبّ عندي من دنيا الرياحين
وكلما سمعت نجواكم أذني … ظننت أني في دنيا تلاحين
لأنتم النور لي والنور منطمس … وأنتم الماء إذ لا ماء يرويني
أحيبتكم حبّ إنسان لإخوته … إذ ليس بينكم فوقي ولا دوني
إن كان فيكم قوي لا يقاهرني … أو كان فيكم ضعيف لا يداجيني
قل لامرىء مثل قارون بثروته … إني امرؤ بصحابي فوق قارون
من يكتسب صاحبا تبق مودته … فهو الغنّي به لا ذو الملايين
فاختر صحابك وانظر في اختارهم … إلى الطبائع قبل اللون والدين
ليس الوداد الذي يبق إلى أبد … مثل الوداد الذي يبقى إلى حين
والمرء في هذه الدنيا عواطفه … إن تندرس فهو بيت غير مسكون
وإن عاطفة هذي مظاهرها … من عالم الروح لا من عالم الطين
لوفاتني كلّ ما في الأرض من ذهب … ولم تفتني فإني غير مغبون
لو القوافي تؤاتيني شكرتكم … كما أريد ، ولكن لا تؤاتيني
لا يمدح الورد إنسان يقول له … يا ورد إنك ذو عطر وتلوين
فاستنطقوا القلب عني فهو يخبركم … فالحبّ والقلب مكنون بمكنون
لولا المحبة صار الكون أجمعه … طوبى الأفاعي وفردوس السراحين
إني سأحفظ في قلبي جميلكم … وسوف أذكره في العسر واللين
كلمات: هانى عبد الكريم
ألحان: احمد محي