من عينه قط لم تلتذ بالنظرِ – الخُبز أَرزي

مَن عينُه قطّ لم تلتذّ بالنظرِ … فَلِم يُعَذِّبُها في العشق بالسَّهَرِ

أعمى يحنّ إلى مَن ليس ينظره … هذا لعمري من الآيات والعِبَرِ

والعشق أكبر أن تُحصى كبائرُهُ … لكنَّ عشق العَمى من أكبر الكُبَرِ

الحبُّ أعمى وذا أعمى يحبُّ وذا … على القياسَين أعمى القلب والبصَرِ

لو كان معشوقُه ذا منطقٍ حسنٍ … أو ملمسٍ ناعمٍ أو مفشأ عطرِ

قلنا يلذُّ بشمٍّ أو ملامسةٍ … أو مسمعٍ حين لا يلتذُّ بالنظرِ

لكنَّ معشوقه في اللمس من حَسَكٍ … واللفظِ من صخبٍ والشمِّ من قَذَرِ

لو كان ممَّن له في حسنه خَبَرٌ … قلنا له عشقه جهلاً على الخَبَرِ

ما عشق من ليس يدري أن منيته … في صورة القردِ أو في صورة القَمَرِ

أعمى يُغَنَّى إذا ما الشوق أقلَقَه … عيني أُديرُ فما لي لا أرى القمر