لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل – الخُبز أَرزي

لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ … وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ

إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره … فذاك لسان بالبلاء موكَّلُ

وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه … إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُقفَلُ

كذا من رمى يوماً شرارات لفظه … تلقَّته نيران الجوابات تشعلُ

ومن لم يقيِّد لفظه متجملاً … سيُطلَقُ فيه كلُّ ما ليس يجملُ

ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ … فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ

فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحدَه … بل الجهل في بعض الأحايين أفضلُ

ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى … وشرُّ المُسِيئَينِ الذي هو أوَّلُ

وقد أوجب اللَه القِصاص بعدله … ولله حكم في العقوبات مُنزَلُ

فإن كان قولٌ قد أصاب مقاتلاً … فإن جواب القول أدهى وأقتلُ

وقد قيل في حفظ اللسان وخزنه … مسائل من كل الفضائل أكمَلُ

ومَن لم تُقَرِّبه سلامةُ غَيبِه … فقربانه في الوجه لا يُتَقَبَّلُ

ومَن يتَّخذ سوء التخلُّف عادةً … فليس لديه في عتابٍ مُعَوَّلُ

ومن كثرت منه الوقيعة طالباً … بها عزَّةً فهو المهين المذلَّلُ

وعدلٌ مكافاة المسيء بفعلِهِ … فماذا على مَن في القضية يعدل

ولا فضل في الحسنى إلى من يمنُّها … بلى عند مَن يزكو لديه التفضُّل

ومن جعل التعريض محصول مزحه … فذاك على المقت المصرِّح يحصلُ

ومن أمن الآفات عجباً برأيه … أحاطت به الآفات من حيث يجهلُ

أُعلِّمكم ما علَّمتني تجاربي … وقد قال قبلي قائلٌ متمثِّلُ

إذا قلتَ قولاً كنتَ رهن جوابه … فحاذر جواب السوء إن كنتَ تعقلُ

إذا شئتَ أن تحيا سعيداً مسلَّماً … فدبِّر وميِّز ما تقول وتفعلُ