منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ – مهيار الديلمي
منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ … علوقُ الكرى بالقلبِ والعينِ يعشقُ
خيالٌ منَ الزَّوراءِ صدَّقتُ فرحة ً … بهِ خدعاتِ الليلِ والصُّبحُ أصدقُ
عجبتُ لهُ ادنى البعيدَ وسمَّحَ ال … بخيلَ وأهدى النَّومَ وهوَ مؤرَّقُ
طوى رملتي يبرينَ لا هوَ شائمٌ … ولا خائلٌ منْ روعة ِ البينِ مشفقُ
يمثِّلَ منْ خنساءِ غيريَ بأنْ ترى … سوى وجهها شمساً على الأرضِ تشرقِ
فنبِّهْ منْ أيّامِ جمعٍ لبانة ً … يكادُ لها جمعُ الضُّلوعِ يفرَّقُ
لدى ساعة ٍ أمَّا الضَّجيجُ فصارمٌ … وأما الوثيرُ منْ وسادٍ فمرفقُ
وفي الرَّكبِ هاماتٌ نشاوى منَ الوجى … وأيدٍ طريحاتُ الكلالِ وأسؤقُ
وشغثٌ أراقَ السّيرُ ماءَ مزادهمْ … وهمَّاتهم فيهِ روايا تدفَّقُ
بهمْ فوقَ لسعاتِ الرّحلِ تململٌ … وفيهمْ إلى أخرى الأماني تشوُّقُ
كأنَّ لهمْ عندَ الكواكبِ حاجة ٌ … فأحشاؤهمْ مثلُ الكواكبِ تخفقُ
تسرُّونَ منْ نجدٍ حديثاً عيونهمْ … بهِ في الأحاديثِ المريبة ُ تنطقُ
ورامٍ بنجدٍ خضَّبَ السَّهمَ منْ دمى … على ما اتقيتُ وهوَ بعدُ يفؤقُ
حبائلَ ما كانتْ وليستْ لحاظهُ … لها كفَّة ٌ منّي بعضوٍ تعلَّقُ
هنيئاً لهُ انَّي أداوى بذكرهِ … وقدْ يئستْ منّي الأساة ُ فأفرقُ
وأنَّي جديدُ العهدِ معْ كلِّ غدرة ٍ … وكلَّ هوى ً لا يحملُ الغدرَ مخلقُ
مريرة ُ خلقٍ في الوفاءِ وشيمة ٌ … أنستُ بها والنّافرُ المتخلِّقُ
وقوّدني للحبِّ أوَّلُ زاجرٍ … أخبُّ على حكمِ الزَّمانِ وأعنقُ
وقدْ كنتُ صعباً في مماسكة ِ الهوى … فعلَّمني جورُ النَّوى كيفَ أرفقُ
وبصَّرني بالنَّاسِ قلبٌ ممرَّنٌ … ولحظٌ على ظنِّ العيونِ محقَّقُ
صديقيَ منهمْ أينَ كنتُ مموَّلاً … ثريَّاً عدويّ أينما أنا مملقُ
لوامعُ قولٍ كالسَّرابِ بلالهُ … بطيءٌ وسرَّ العينَ ما يترقرقُ
وشرٌّ عليَّ منْ عدوٍ مكاشفٍ … صديقٌ طوى لهُ غشُّهُ متملِّقٌ
ولكنَّ فذّاً منهمُ صحَّ وحدهُ … عليَّ وسبريَ في الرِّجالِ معمِّقُ
فذاكَ ابنُ أيّوبٍ وإنء لمْ نقسْ بهِ … بصيرٌ بعوراتِ الاحور محدِّقُ
غريبٌ دعيٌّ في المكارمِ شفَّهُ … على عجمهِ منكَ القعيدُ المعرِّقُ
لكَ السَّوددُ العدُّ الحلالَ ومجدهُ … رقوعٌ بأيدي السَّارقينَ تلفُّقُ
يلومُ على تقصيرهِ عنكَ حظُّهُ … وآفتهُ الحدثانُ والعتقُ أسبقُ
ومتسعٌ يومَ الخصامِ بصوتهِ … وبابُ الكلامِ الفصلِ عنهُ مضيَّقُ
إذا ملأتْ فاهُ الخطابة َ سرَّهُ … وما كلّ آلاتِ الفصيحِ التَّشدُّقُ
وحاسدُ إقبالي عليكَ بخلّتي … ومدحيَّ حلوٌ منهما ومنَّمقُ
يرى فركة ً بي عنْ سواكَ ومسرحاً … وعندكَ قلبي بالمودَّة ِ موثقُ
وفي النَّاسِ منْ يبغي مكانكَ منْ فمي … وقلبي مشتاقٌ ورهنكَ أغلقُ
ومحتجبٌ بالملكِ يشرقُ بابه … بموكبهَِ الغاشي ويرجي ويفرقُ
دعاني لما أدركتُ منّي ففاتهُ … لسمعيّ أنْ أصطادَ نسرٌ محلِّقُ
أرادَ برفدٍ طيبٍ ما ملكتهُ … بودٍّ وريحانُ المودَّة ِ أعبقُ
عابَ أناسٌ حشمتي وتأخُّري … بنفسي وأبوابُ المطالبِ تطرقُ
وقالوا تقدّم قدْ تموَّلَ ناقصٌ … وأنتَ وأنتَ الواحدُ الفضلِ مخفقُ
ويا بردَ صدري لو حرمتُ بعفَّتي … ويسري لو أنِّي بفضليَ أرزقُ
تسمَّعْ فإنَّ الإنبساطَ يقصُّها … أحاديثَ في سوقِ المحبّة ِ تنفقُ
هلِ المهرجانُ اليومَ إلاّ نذيرة ٌ … بهجمَّة ِ أيّامٍ منَ القرِّ تزهقُ
مصاعيبُ ترمى كالمصاعيبِ في الدُّجى … لغاماً على الآفاقِ يطفو ويغرقُ
ترى اللّيلة َ البهماءَ شهباءَ تحتهُ … ويصبحُ منهُ أخضرُ اللونِ أبلقُ
إذا وليتْ كفُّ الشَّمالِ التئامهُ … فليسَ لكفِّ الشَّمسِ منهُ مفرَّقُ
وإنْ مسَّ جسماً عارياً مسَّ محرقاً … على بردهِ والثَّلجُ كالنَّارِ تحرقُ
فهلْ أنتَ منهُ حافظي بحصينة ٍ … تمرُّ بها تلكَ السِّهامُ فتزلقُ
تضمُّ إلى الدفءِ الجمالَ فوجههاالرَّ … قيقُ وقاحٌ ليلة َ القرِّ يصفقُ
موافقة ٍ لوناً وليناً كأنَّما … تجاري بعطفيها نضارٌ وزئبقُ
رعى أبواها منْ خوارزمَ هضبة ً … ترفُّ عليها الغادياتُ وتغدقُ
ودبَّاً على أمنٍ وخصبٍ فلفَّقا … بجسمها جسماً يقي ويمرِّقُ
وفيضَ لها طبٌّ فلاءمَ بينها … صناعٌ إذا ولَّيتهُ متأنِّقُ
أخو سفرٍ منْ إصبهانَ ولادهُ … وبغدادَ منشاهُ مجلٍّ مدقِّقُ
كأنَّ الَّذي سدَّى وألحمَ روضة ٌ … تفتَّحُ منْ حوكِ الرَّبيعِ وتشرقُ
لها شافعٌ عندَ القلوبِ بأحمرٍ … حكى دمها تحنو عليهِ وتشفقُ
وقرَّ بها عندَ النُّفوسِ بأسودٍ … على أبيضٍ أو أبيضٍ فيهِ أزرقُ
ومهما تكنْ منْ مرسلٍ أو مصوِّرٍ … فرأيكَ في التّقريبِ منهُ الموفَّقُ
وأحظى لديّ منْ صحيحٍ ببطئهِ … مخيطٌ لهُ ريحٌ بنشركَ يفتقُ
ويفسدها عندي المطالُ فربما … تسابقُ لفظَ الوعدِ حزماً فتسبقُ
سواءٌ إذا عجّلتها زينَ منكبٌ … جمالاً بها أو ليثٌ بالتَّاجِ مفرقُ
ويقبحُ عندَ الودِّ والمجدُ أنَّني … أرى عاطلاً منها وأنتَ مطوَّقُ