ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي – مهيار الديلمي
ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي … نسألْ الجزعَ عنْ ظباءِ الجزعِ
قلتَ لا تنطقُ الدِّيارُ ولا يم … لكِ بالِ الطولِ سمعاً فيرعي
وعليَّ السّؤالُ ليسَ عليَّ ال … عارٌ إنْ ضنَّتْ المغاني برجع
لمْ أكنْ اوَّلَ الرِّجالِ ألتوى صف … وي لدارِ الأحبابِ أو مالَ ضلعي
قدْ شجا قلبي البكاءُ بنزفِ ال … أربعِ الحمرِ في الثاثِ السَّفعِ
هلْ مجابٌ يدعو مبدِّدَ أوطا … ري بجمعٍ يردُّ أيَّامَ جمعِ
أو أمينُ القوى أحملهُ همَّاً … ثقيلاً بحطِّهِ دونَ سلعِ
وعلى ذكرهِ جرى باسمهِ المح … فوظُ منْ عهدِ أهلهِ والمرعى
فافرجا لي عنْ نفحة ٍ منْ صباهُ … طالَ مدِّي لها الصَّليفَ ورفعي
إنَّ ذاكَ النَّسيمَ يجري على أر … ضٍ ثراها في الرِّيحِ رقية ٌ لسعي
وخيامٌ تثني على كلِّ بدرٍ … ملكَ الحسنِ بينَ خمسٍ وتسعِ
وبما ضاقَ منكما واستباحَ ال … حبَّ سلبي سييا صاحبيَّ وفجعي
غنياني بإمِّ سعدٍ وقلبي … معها إنَّ قلبيَ اليومَ سمعي
واصرفا عنِّي الملامة َ فيها … لستما تنقلانِ باللَّومِ طبعي
سألتْ بي أنَّى أقامُ وهلْ نا … مَ بعينيهِ بعدَ هجري وقطعي
قيلَ يبكي في الرَّبعِ قالتْ فما با … لي أرى يابساً ترابَ الرَّبعِ
خارَ قلبي فغاضَ في الدَّارِ جفني … فاستحلَّتْ دمي بتفريطِ دمعي
كمْ بنجدٍ ولو وفى أهلُ نجدٍ … لفؤادي منْ شعبة ٍ أو صدعِ
وزفيرٍ علَّمتُ منهُ حمامَ الدَّ … وحِ ما كانَ منْ حنينٍ وسجعِ
وليالٍ قنعتُ منها بأضغا … ثِ الأماني ومخلباتِ اللَّمعِ
ما أخفَ الأقدارَ في غبنِ حظّي … وتعفَّي أنسي وتفريقَ جمعي
كلّ ِيومَ صرفٌ يخابطُ أورا … قي منَ الدّهرِ أو يخالسُ فرعي
أرفعْ الضيمَ بالتحمُّلِ حتَى … مردُ الخرقُ عنْ خياطِ الرقعِ
رفضَ النّاسَ مذهبِ الجودِ حتّى … ما يدينونَ للسماحِ بشرعِ
فسواءَ عليهمْ أبحمدٍ … طرقً الشِّعرُ أمْ بسبٍّ وقذعِ
وأمرَّ العطاءَ نزرٌ كثيرُ ال … منِّ حتّى استحليتُ طعمُ المنعِ
أسألُ الباخلينَ واللهُ أولى … بكريمِ الجدا وحسنُ الصنعِ
وعلى خطّة ِ العلا بعدَ قومٍ … طالَ باعي فيهمْ وأرحبَ ذرعي
همْ حموني وما حمى حدَّ سيفي … ووقوني ما لا تقيني درعي
وأهابوا فزعزعوا الدّهرّ عنّي … وهو ليثٌ على الفريسة ِ مقعي
قسماً بالمنقَّباتِ الهدايا … شققِ الضّلِ أو قسيَّ النبعِ
كلّ جرداءَ لفّها السيرُ بالسي … رِ فعادتْ في النَّسعِ مثلَ النسعِ
خضعتُ تحتَ رحلها بعسيبٍ … كانَ بالامسِ مشرفاً كالجذعِ
نفضتُ بينَ بابلٍ ومنى ً قا … بَ ثلاثينَ ليلة ٍ في سبعِ
تدرجُ اللّيلَ في النهارَ فما تأ … نسْ فرقاً ما بين رفعٍ ووضعِ
طلَّعاً منْ أبي قبيسٍ يخيّل … تنَ حماماً على الهضابِ الفرعِ
تحملُ السُّهّمُ الملاويحَ أشبا … حاً توافوا منْ كلِّ فجٍّ وصقعِ
زمّلوا أوسقَ الذنوبَ وقضُّو … ها حصاباً في السبعِ بعدَ السبعِ
لحلا منْ بني المزرّعِ مجنا … يَ وزكَّى غرسي وريَّعَ زرعي
الملّبونَ غدوة ً والملبو … نَ دفاعاً ولاتِ ساعة َ دفعِ
كلّما هزّتْ الحفائظُ منهمْ … أطلعوها ملمومة ً كلَّ طلعِ
حملوا فوقها لشموسَ وقادو … ها فجاءتْ منَ الدُّجى في قطعِ
يغسلُ العارَ عنهمْ لذعَ خرصا … نِ قناها إنْ همَّ عارٌ بلذعِ
وإذا فارَ فيهمُ عرقُ طيٍّ … أضرمَ الأصلُ نارهُ في الفرعِ
لبسوا النقعَ خاسرينَ فشقّوا … بنجومِ العلا ظلامَ النقعِ
بأنوفٍ فوقَ الملاثمَ شمٍّ … ورقابٍ تحتَ المغافرِ تلعِ
كلُّ تالٍ أباهُ يجري كما يج … ري ويسعى إلى العلاءِ ويسعي
سلكوا في الكمالِ فانتظموهُ … مولجَ الخيطِ في ثقوبِ الجزعِ
يرطبونَ القرى وقدْ أعجفَ العا … مُ ومدَّتْ فيهمْ ذراعَ الضَّبعِ
بعلابٍ مفهَّقاتٍ إذا ما … ردَّ شخبيهِ حالبٌ في الضَّرعِ
وإذا عزّتْ البكارُ عليهمْ … لمْ يغذّوا أعيارها بالكسعِ
فزتُ منهمْ على الظما بقليبٍ … لمْ يكدِّرْ جمّاتهُ طولُ نزعي
جئتهُ ساغباً محلاًّ عنْ النّا … سِ جميعاً فكانَ ريّي وشبعي
وصلتْ بي حبلَ المهذّبِ أنوا … ءُ سعودٍ ما كنَّ أنجمَ قطعِ
ودعتني إلى هواهُ سجايا … هنَّ صرفي عنْ سواهُ وردعي
بالبديعِ الغريبِ فيهمْ وما جا … ءكَ منْ فضلهِ فليسَ ببدعِ
سوَّدَ النّاسُ ودَّهمْ وجلا لي … عنْ وجوهٍ بيضٍ منَ الودِّ نصعِ
ردَّ صوتي ملبيّاً ورعاني … بيدٍ كالغمامِ تروى وترعي
لا بمبلغٍ غريبها ملءَ أيّا … مي فيهِ ولا بوأدٍ مقعي
يا غياثي المبلوغَ قبلَ اجتهادي … وربيعي قبلَ ارتيادي ونجعي
وظلالي منَ الأذى بينَ قومٍ … هجَّروا بي في القرقريِّ النقعِ
كمْ كمينْ منْ راحتيكِ كريمُ … لمْ أثرهُ برقيتي وبخدعي
جاء عفواً وعادَ وتراً وقدْ كا … نَ كفني منهُ وفورُ الشَّفعِ
لمْ تصخَ للعذولِ في فرطِ أشعا … ري ولمْ تزدجرْ بنهيٍ ووزعِ
شيمة َ ما نقلتها عنْ أناسٍ … حملوا هضبة َ العلا غيرَ ظلعِ
كلَّ ليثٍ مشى اّلرُويدَ وخفَّف … تَ إلى سبقهِ خفوفَ السِّمعِ
بكَ طالتْ يدي وخفَّ على … كلِّ فؤادٍ يستثقلَ الفضلَ وقعي
وتنزَّهتُ عنْ معاشرَ لا يف … تحُ أبوابَ جودهمْ طولُ قرعي
صدتُ بالمضرحيَّ أزرقَ فاستح … ييتُ صيدي بالناعقاتِ البقعِ
لامني الحاسدونَ فيكَ فآبوا … بينَ زبنٍ شاهَ الوجوهَ وقمعِ
ما لهمْ معرضينَ عنّي مصغي … نَ لقولي إلاّ اصطلامي وجدعي
ولكَ الصائباتُ حبَّ الأعادي … بسهامِ يدمينَ قبلَ النزعِ
كلَّ ركّاضة ٍ بذكركَ في الأر … ضِ على ألسنِ الرواة ِ الدُّلعِ
ماشياتِ على الظرابَ ولمْ يض … ربنَ حولَ الحياضِ ساعة َ كرعِ
تقطعُ البرَّ بالمهارى الجديل … يّاتُ والبحرَ بالسفينَ القلعِ
نظمّتها سماتُ مجدكَ في الاس … ماعِ نظمَ العذراءَ خيطَ الودعِ
منْ علاكَ انتخبتُ حلية َ صوغي … مستعيناً واخترتُ درَّة َ رصعي
فاستمعها لمْ يلقَ قبلي ولا قب … لكَ ذو منطقٍ بها ذا سمعِ
ساقَ منها النيروزُ عذراءَ لمْ تس … محْ لصهرٍ سواكَ قطَّ ببضعِ
كثرتْ وهي دونُ قدركَ فاعذر … في قصوري واقنع بما قال وسعي