مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى – مهيار الديلمي

مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى … فاسقُ الذِّمة ِ ينسى ما مضى

كيفَ يرجى النَّصحُ منْ محتكمٍ … يكثرُ السَّخطَ ولا يرضي الرِّضا

سرَّني يومَ منى ً معترضا … ملءَ عيني وشجاني معرضا

وجدّ الوجدَ كمّا خلَّفهُ … بعدَ حول مابرا ما أمرضا

أيُّها الرَّامي وما أجرى دماً … لا تحصِّبْ قدْ بلغتَ الغرضا

قسمَ الحبُّ فما أنصفني … جورَ ما نفّلَ لي وافترضا

ما على ساقيَّ دمعي مغدقاً … في رضابٍ لو سقاهُ مبرضا

قدْ سلبتمْ حسداً جوهرهُ … فاستحلُّوه وبقُّوا العرضا

شقيَ السَّائقِ في تبليغهِ … أدرى أيُّ طريقٍ نفضا

الغضا إنَّ الحشا منْ ذكرهِ … ربما استبردتُ منها بالغضا

اطلبوا للعينِ في أبياتهِ … نظرة ً تكحلها أو غُمُضا

وبنفسي هاجرٌ لمْ يعتمدْ … قبضوا منْ أنسهِ فانقبضا

لمُ فيهِ وقلتمْ رقبة ً … رمتمُ صعباً وقدتمْ ريِّضا

إنْ تفتكَ اليومَ شمسٌ حجبتْ … فغداً ما كلَّ يومٍ أبيضا

منْ أمرَّ الليلَ والصُّبحَ بهِ … أظلمَ الحظُّ عليهِ وأضا

خلِّ يا دهرُ ابنَ أيُّوبَ وخذْ … كلَّ شيءٍ إنَّ فيهِ عوضا

هبْ لي الواحدَ إنِّي اخترتهُ … وهنيئاً لكَ ما ضمَّ الفضا

بكَ أفدي وبهمْ منكَ أخاً … حينَ أمذقتمْ ودادي محضا

ناصلاً منْ صدإ العارِ كما … خلَّص القينُ الحسامَ المنتضى

لبسَ المجدَ فما أوحشهُ … أيُّ ثوبٍ في هوى المجدِ نضا

سوددُ حلُّ تراثٍ ونرى … كرمَ القومِ معاراً مقرضا

شرفٌ با آلَ أيُّوبَ مشى … معرقاً فيكمْ مطبلاً معرضا

نرتعي اودية ً مهشمة ً … وترودونَ ربيعاً محمضا

وقفَ الحبَّ على دوحتكم … غصنٌ منها لقلبي قبضا

نجتني منهُ خياراً لكمْ … حلوُ ما لاكَ فمٌّ أوْ قرضا

مدحاً تنشرُ اعراضكمُ … نشرَ حسناءٍ لعرسٍ معرضا

سائراتٍ تحتَ أوصافكمُ … شاهدات لا يذقنَ الغمضا

ماسعى للبيتِ يمشي حاسراً … راجلٌ وابنُ ركابٍ ركضا

وجرتْ أوداجها قائمة ً … يومَ جمعٍ وتلوَّتْ ربضا