لي جانبَ السنح أوطارٌ وأوطانُ – ابن شيخان السالمي

لي جانبَ السنح أوطارٌ وأوطانُ … سقى لياليَها الغراءِ هتّانُ

ولا تزال يدُ الأنواء ناسجةً … عليه أثواب حسن وهي ألوان

لله من زمن قضَى مسافتَه … صبٌّ وأحبابهُ بالسفح جيرانُ

إذ نحن طوع الهوى والوصلُ يجمعنا … وللشباب غضارات وأفنان

أكرِم بمجموعة السكان من يمن … وبالمنازل لا أقوت ولا بانوا

سكانها الغُرّ أرواح لهنَّ كما … أن المنازل للسكان أبدان

والغِيد تمشي وترنو عن عيون مها … من أجلها قيل أغصان وغزلان

بحسنها لا يزال القلب مفتتناً … والحسنُ كالمال للإِنسان فتان

تبينت لأولي التقوى محاسنُهَا … فأفسَدتهم وكم للحُسنُ شيطان

أصنام حسن قلوب الناس تعبدهَا … طوعاً وكم عُبدت للكفر أوثان

إن الرجال لِرَبَّاتِ البَها خدم … وإنهنَّ إذا أنصفت بستان

النرجسُ الغض والورد الطريّ به … وفيه فاكهة شتى ورمان

وفي جَوانبه عينُ الحياة فمن … يشرب بها فهو حيُّ الحال يزدانُ

بعض النِسا جَنّةٌ والبعض نار لظى … والبعض حسن وفيها تمَّ إحسَانُ

لي في النساء ذوات الحسن فرط هوىً … وبالحلال عن الفحشاء إحصانُ

فكلما لاح برق أو همى مطر … أو فاح روح فإني منه حنَّانُ

يا بارقاً لاح بالجرداء منسكباً … إني إلى صوبك السلسال ظمآنُ

هلاَّ انعطفت على وادي الأراك وهل … حشاه منك كقلب الصب ملآنُ

وهل لصوبك من طاق فيجملني … إلى ديار بها أهل وأوطانُ

ما لي وللدهر يرميني بقوس نوى … كأنني مفلس والدهر مديانُ

تنقلت بي حالات البعاد فلا … في البر والبحر تأثير وإمعانُ

لا أشكونَّ زماناً في تقلبه … فالدهر مِن قَبْلُ أفراحٌ وأحزانُ

حزويتَ كلَّ جميل يا زمانُ لنا … ودمتَ إذ جاء فيك الشيخ حمدان

طلق المحيَّا غرير الفضل مبتهج … بالعدل ذو دَنَقٍ بالفضل يزدانُ

مبارك السعي منصور اللواء لهُ … إقدام حَظٍّ لديه الصعب إمكانُ

مطالع السعد جمّ الرفد منفرد … بالمجد لا يعتري علياهُ نقصانُ

فاضت أنامله فضلاً فليس ترى … حرّاً بواديه كلٌّ فيه عُبْدانُ

إحسانه استخدم الأحرار مكرمة … وطالما استخدم الأحرار إحسَانُ

آيات إحسَانه تتلى فما أحد … إلا وفي وجهه منهن عنوانُ

ترى القبائل أفواجاً إليه وهم … شتى الحوائج والحاجات أفنانُ

فيرجعون وهم في فضله فُصُحٌ … للشكر والشكر للنعماء صَوّانُ

أضحى التواضع من أخلاقه وله … قدر يطول على ما حلَّ كيوانُ

ما في خلائقه البيضاء من كدر … فكلها درر للحمد أثمانُ

أيا أبا راشد قد طال عمرك في … عز ولا عَدِمتك الدهرَ إخوانُ

ودام إخوتك الوافون منزلة … بين الورى لم يرمها قطّ إنسانُ

هم الجبال الرواسي لا يزعزعهم … خطب وهم في بناء المجد أركانُ

خليفة وسعيد قام إثرهما … محمد قبله صقر وسلطانُ

شيوخ صدق من الأثقال قد حمَلوا … ما ليس يحمله رضوى وثهلانُ

صدورنا وإذا حلوا وإن نهضوا … فأسد غاب وإن جادوا فطوفانُ

ما سَار جيشهم المنصور يوم وغى … إلا تخاذل منه الإِنس والجانُ

والخيل تعرفهم حقاً إذا ركبوا … فإنهم في ظهور الخيل فرسَانُ

أبناء زايد من شاعت محاسنه … في الأرض فهي لهم أسٌّ وبنيانُ

حلوا وسادوا وإن شاؤا المطى ركبوا … فهم بدور وفرسَان وركبانُ

بنو فلاح سَراة الناس أفلح من … يأتيهم وعليه الدهر غضبانُ

يأتيهم بملمَّات فيرجع في … يُسر لِمَا نابه والوجه جَذلانُ

أبقى الهيَ حمداناً وإخوته … وقومهم فهم في الخلق أعوانُ

ولا يزالون طول الدهر في سعة … يعلو لهم في البرايا والعلا شانُ