ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المقامْ – مهيار الديلمي

ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المقامْ … ما خفتَ أن تُظلمَ أو أن تضامْ

ودون صدر البيت مرخى ً به … عليك سترُ الذلِّ صدرُ الحسامْ

وجانبُ الخفض على لينه … مع الأذى أوطأ منه السِّلامْ

خاطرْ فإمّا عيشة ٌ حرَّة ٌ … يرغدها العزُّ وإمّا الحمامْ

كم تترك الجُمَّة َ مسترويا … بنطفة ٍ ليست تبلّ الأوامْ

وترهبُ الإصحار مستبردا … مع الضحى ظلَّ كسورِ الخيامْ

نمتَ ونام الحظّ فافتح له … جفنك وانهض فإذا قمت قامْ

تحتشم التغريرَ والرزقُ في ال … إقدامِ والحرمانُ في الاحتشامْ

زاحمْ على باب العلا ضاغطا … لا بدّ أن تدخلَ بين الزحامْ

رامِ بها الليلَ فما يسفر ال … نَّجاحُ إلا عن نقابِ الظَّلامْ

موارقاً عن عقل أشطانها … مروقَ فوقِ السهم عن قوسِ رامْ

لعلَّ حظّاً عقمت هذه ال … أرضُ به يولدُ بعد العقامْ

ميِّز من الناس على ظهرها … نفسك لا ميزة َ تحت احتشامْ

من طلب الغاية َ خطواً على … ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ

لله مفطورٌ على عزِّه … أرضعه المجدُ لغيرِ الفطامْ

لا يملكُ الغرِّيد إطرابه … شجوا ولا نشوته للمدامْ

ولا توازي صدره فرجة ٌ … تساكن الحبّ وتقري الغرامْ

لولا السُّرى مستضوئاً لم يكن … يرفع طرفاً لبدور التمامْ

ينسيه حرَّ الغيظ بردُ اللَّمى … وجائرَ الحظ اعتدالُ القوامْ

حتى ترى بعدَ بطونِ الرُّبى … أبياته فوقَ ظهورِ الإكامْ

تحسبُ من صبوته بالعلا … وسعيهِ خلف الأمورِ الجسامْ

أنّ زعيم الدينِ أغراه بال … عزة أو علَّمهُ الاعتزامْ

حدَّثَ بالشاهد من غيبه … مصدَّقُ الدعوى مزكَّى الكلامْ

يريك بالجذوة من فضله … ما خلفها من لهب واضطرامْ

أسرارُ وجهٍ شفَّ عن خلقهِ … تطلُّعَ الخمرِ وراءَ الفدامْ

وجهٌ ترى البدرَ به مسفرا … وهو هلالٌ لك تحت اللثامْ

ماء الحياء الرطب والحسنُ في … وجنته ماءٌ وراحٌ وجامْ

قد كان لو أفرج عن طرقهِ … منسجما أو همَّ بالإنسجامْ

لو عكفَ الحسنُ على قبلة ٍ … تعبُّدا صلَّى إليه وصامْ

وهمّة ٌ أيسرُ ما ترتقي … إليه تهوينُ الأمورِ العظامْ

داست به الجوَّ وحسّاده … مداوسَ الذِّلّة فوق الرَّغامْ

شفا بها الملكَ وقد شفَّه … من سفراء العجزِ طولُ السَّقامْ

كفته منه قبلَ أيامهِ … آراءُ نصرٍ هنُّ بيضٌ ولامْ

وردَّ عنه وادعا قاعدا … دهمَ الخطوبِ الثائرات القيامْ

وعدَّ من بعد أخيه ومن … بعدِ أخيهِ ثالثا للتّمامْ

واسطة ٌ من بين هذا وذا … تكاملَ السلكُ بها والنّظامْ

فهم ثلاثُ الخيفِ في كلِّها … لمنسكِ الحج فروضٌ تقامْ

سل بعليٍّ خصمه إننا … نقنعَ فيه بشهود الخصامْ

يخبرك من يحسده أنه … ضرورة ً واحدُ هذا الأنامْ

تمنطق السوددَ طفلا وما … فضَّ من العوذة ِ منه ختامْ

وهبَّ للعلياء في عشره … ولدة ُ الخمسينَ عنها ينامْ

فمرَّ في غلوتهِ سابقا … والناس مأمومون وهو الإمامْ

والريحُ تدعووهي تقتصُّه … ردُّوه إن كان لفيه لجام

يا أعينَ الناس انظري واعجبي … بذَّ كهولَ المجد هذا الغلامْ

مدّ إلى سؤَّاله والعدا … يدين للإنعام والإنتقامْ

والكسرُ والجبرة ُ في موقفٍ … ما بين بسطٍ منهما وانضمامْ

وجاد حتى لم يدعْ فضلة ً … عليه للبحر ولا للغمامْ

يرى لما يحفظ من وفره … إضاعة َ العهدِ ونقضَ الذمامْ

كأنَّ ما قد حلَّ من ماله … وطاب محظورُ عليه حرامْ

أغراه بالتبذير لوَّامه … فودّ من يسأله أن يلامْ

يفديك من عادى معاليك أن … كان فداءَ الكرماءِ اللئامْ

توقصه خلفك عثراته … كبوا وما شقَّ رداءَ القيامْ

يذارع الجوّ بمشلولة ٍ … محلولة ٍ لم يرتبطها عصامْ

يغمدها من حيثُ سُلَّت ومن … سلَّ ولم يقدر على الضرب شامْ

يصعدَ يبغيك وقد أوشكتْ … رجلاك أن تنزل بابني شمامْ

طاب بكم تربي وطالتْ يدي … وأنبتتْ لحما أثيثاً عظامْ

وعاودتني حين أغنيتمُ … بعد مشيبي شرّتي والعُرامْ

فستقبلوها غررا طلقة ً … مع التهاني ووجوهاً وسامْ

بارزة َ الحسن لكم كلَّما … نادتْ رجالا من وراء الفدامْ

كرائما صاهرني منكمُ … على عذاراها رجالٌ كرامْ

إذا المهيرات شكونَ الشَّقا … طاب لها فيكم نعيمٌ ودامْ

سائرة لم يعتقل رُسغها … شكل ولم يحبس طلاها زمامْ

لم تترك الغورَ لنجدٍ مع ال … إلف ولم تهجر عراقاً لشامْ

مع النُّعامى طائرات بكم … وجافلات معَ طردِ النَّعامْ

أعراضكم في طيّ ما حمّلتْ … لطائمٌ وهي لقوم لطامْ

بواقيا حلية َ أحسابكم … ما دامت الأطواقُ حلى َ الحمامْ

ما خدم النيروزُ إقبالكم … فهي لها أسورة أو خدامْ

يومٌ من العام ولكنَّه … يكرُّ في دولتكم ألفَ عامْ