ليتها إذ منعتْ ماعونها – مهيار الديلمي
ليتها إذ منعتْ ماعونها … لم تكن ناهرة ً مسكينها
دمية ٌ ما اجتمعت والشمسَ في … موطن إلا رأتها دونها
ما عليها لو أطاعت حسنها … يومجمعٍ أو أطاعت دينها
سكنت بينالمصلَّى ومنى ً … حجَّة ً لم تتبّع مسنونها
تصفُ الظبية لولا عطفها … لك والبانة َ لولا لينها
فأسالت أنفسا معجلة ً … لم تشارف من كتابٍ حينها
أنبلتها وهي لا سهمَ لها … إنما ألحاظُها يكفينها
سألتْ لمياءُ ماذا فتنت … أيّ قلبٍ لم يكن مفتونها
إن ترى ظنَّكِ أن قد غودرت … بالمصلَّى مهجة ٌ تسبينها
فاسألي عينيكِ هل جانبتا … في الجوى حورَ المها أو عينها
يابنة َ المثنى عليهم بالندى … وعهودٍ حرَّمواتخوينها
ما لهم جادوا وبخَّلتِ وما … للمواثيق التي تلوينها
رُمِستْ عندك عاداتٌ لهم … كان حقُّ المجد لو تحيينها
أزفَ النَّفرُ وفي أسر الهوى … كبدٌ عندك لا تفدينها
ذهبتْ هائمة ً فاطلعت … عذرة ٌ تحسبها مجنونها
قضى الحجُّ تماما ولنا … حاجة ٌ بعدُ فهل تقضينها
ما بك الصدُّ ولكن وفرة ٌ … لوَّنتها نوبٌ تلوينها
إن ترى أشمطَ منها أشعثا … وحفها بالأمس أو مدهونها
فالليالي وهي ضرَّاتٌ لها … يتجدّدنَ لأن يبلينها
كلّ ما أعطينها يأخذنهُ … ثم يأخذن فلا يُعطينها
ربّ مرمى ٍّ أصبناه بها … ورماة ثم لا يصمينها
و فلاة ٍ ترهب العيسبما … قل تحقيقاً بها مضمونَها
يجمع الخرِّيتُ حولاً أمره … وهو لم يأخذْ لها آيينها
أوحشتْ حتى غدا مشكورها … شُقَّة ً أو غررا ملعونَها
قد ركبنا فوصلنا بينها … وهي شتَّى وقطعنا بينها
لنرى مثلَ ابن أيّوب فتى ً … نقة َ الشيمة ِ أو مأمونَها
فإذا تلك على بعدِ السُّرى … حاجة ُ العيس التي ما جينها
صحبَ اللهُ وحيّا حامياً … سرحة المجدِ التي ترعونها
وتبقَّى للمعالي ممسكا … بعراها حافظا قانونها
وجدَ السؤددَ في مولده … فطرة ً والناسُ يرتادونها
ورأى الفقرَ مع العزّ إذا … أنفسٌ جرَّ غناها هونها
حلَّ من أسرته في ذروة ٍ … فاتت الشّهبَ فما يبغينها
دوحة ٌ مطعمة ٌ منعمة ٌ … جانياتُ المجدِ يستحلينها
ربَّها الله فصفَّى ماءها … حلبَ المزِن وزكَّى طينَها
ونمتْ من فرعها جوهرة ٌ … أظهرَ الدهرُ بها مكنونها
بأبي طالبَ طالت لهمُ … شرفُ العزّ التي يبنونها
جاء في جبهتها غرّتها … فاحتبى في وجهها عرنينها
كان فيهاحاتمَ الجودِ فمذ … كنزَ الحمدَ غدا قارونها
يزحمُ الحسّادُ منه هضبة ً … يتفانون ولا يثنونها
تزلق الأقدامُ عن مرقاتها … وتُرى الأبصارُ حسرى دونها
فابق لا تعدم مغاني مجدهم … عزَّها منك ولا تمكينها
عامرا عافيها أو مالئا … بجماعات الندى مسكونها
بك روحُ الفضل عادت حيَّة ً … بعدَ ما أنشدنا تأبينها
زجرت باسمك أو طارت لها … يُمنٌ قد عدمت ميمونها
وقضى الدهرُ ديوني بعد ما … ضغطتْ ممطولة ً مديونها
نُطتُ نفسي بك أو أغنيتها … عن أكفٍّ كنَّ لا يُغنينها
لم تدع عند المنى لي حاجة ً … لا خباياها ولا مخزونها
فقلوبٌ حزتَ لي شنآنها … ولحاظٌ قدتَ لي مشفونها
فمتى أشكرك تنطقْ روضة ٌ … حدقُ المزنِ بها يسقينها
شانها الجدبُ زمانا فاحتبتْ … أمَّ جودٍ وليتْ تزيينها
فاستعدها حاديا معجزها … مالكا أبكارها أو عونها
يحمل النيروزُ منها تحفة ً … عادة ً أدَّى لكم مضمونَها
مخبرا أنكمُ من بعدهِ … رهنَ ألفٍ مثلهِ تطوونَها
فإذا ذاك فذرِّيَّتكمْ … تأخذ النُّهجَ التي تحذونَها