لمنَ الطلولُ تراقصتْ – مهيار الديلمي

لمنَ الطلولُ تراقصتْ … نجوى حشاك قفارها

قفرٌ نبا بك ودها … و تعلقتك ديارها

إن كنتَ أعينها عدم … تَ فهذه آثارها

دمنٌ كمسحبة الأزم … ة ِ مسحلا إمرارها

ماتت حقائقها وخل … دَ زورها ومعارها

و امتدَّ ليلُ السافيا … تِ بجوها ونهارها

عندي لها إن أجدبتْ … وَ كافة ٌ تمتارها

أنستْ بإسبال الدمو … عِ كأنها أشفارها

و نعم بكيت فهل تب … لك سائلا أخبارها

واهاً لها من حاجة ٍ … لو قضيتْ أوطارها

يا دارُ تربكِ والهج … يرُ وأضلعي وأوراها

حفظا برملة َ إن أل … طَّ بذمة ٍ غدارها

لا ضاع ما بيني وبي … نكِ عهدها وذمارها

خلتِ الليالي من بدو … ركِ تمها وسرارها

حتى كأنّ معيشة ً … لم يحلُ فيكِ مرارها

و مآربا برباكِ ما اس … ترختْ لنا أستارها

إذ كلُّ ذي هدفين في … ك كناسها وصوارها

و مسائح الأيام بق … لٌ أخضرٌ وعذارها

و جهيرة في الحسن تك … تمُ في الهوى أسرارها

كثرت ضرائرها وق … لَّ بذلك استضرارها

بلهاء يرتبطُ الحلي … مَ من الرجال إسارها

خبثت أحاديث الوشا … ة ِ بها وطاب إزارها

خلقتْ معطرة ً فحي … بَ كاسدا عطارها

و تكرتْ ألفاظها … فثنى اللثامَ خمارها

يا صاحبي والعينُ تغ … نمُ أو يظنَّ عرارها

و الليلة الطولي يخ … وَّضُ بالجفون غمارها

طرقتْ زميلة ُ تجتلى … ظلمَ اللوى أنوارها

و على الرحال مملمو … نَ وسادهم أكوارها

في ليلهٍ لم ينثُ غ … يرَ حديثها سمارها

عجبا لها نفضتْ إل … يَّ سحيقة ً أقطارها

بالغوطتين جبالها … و ببطن وجوة َ دارها

باتت تعاطيني بنح … لة َ نحلة ٌ أشتارها

و تبسمت عن برقة ٍ … عسلُ الرضابِ قطارها

جمدَ الحيا برداً بها … و جرتْ يذوبُ عقارها

لم يألُ ناظمُ عقدها … نصحا ولا خمارها

طرقتْ بسهلٍ والمسا … لكُ صعبة ٌ أخطارها

حلبَ البكية ثم ج … دَّ من الصباحِ نفارها

فإذا يدي لم تعتلقْ … بسوى المنى أظفارها

و لقد رفعتُ طلائحا … جردُ البطون قصارها

ضاقت مباركها وجا … لت فوقها أستارها

نجدا تغربُ والهوى … يمحجرٍ أمارها

و على الربيئة أشعثٌ … سدٌّ عليه غبارها

ذو شملة ٍ سملٍ يخا … لطُ جلدهُ أطمارها

طابتْ له صحراءُ صا … رة َ أثلها وعرارها

يرعى قلائصَ تنتقى َ … و حصى الأبيرقِ دارها

إن ما طلته بغزرها … نهضت بهِ أعيارها

نظر الربيعَ بجهدٍ … لبقوله أوتارها

يا راعيَ البكراتَ ما … نجدٌ وما أخبارها

أوقدْ بذي السمراتِ لي … فقد استغمَّ منارها

و لو أنها بضلوعيَ ال … عوجاءِ تذكى نارها

إن ينتقضْ كرُّ الخطو … بِ قواي واستمرارها

و يردني نقدُ العيو … نِ تصادفتْ أبصارها

و تقومُ لي بيديْ مشي … بِ مفارقي أعذارها

فلربَّ نضرة ِ عيشة ٍ … لي صفوها ونضارها

و عزيبة ٍ من لذة ٍ … راحتْ عليَّ عشارها

و قضية ٍ في الحبَّ لم … يمللْ عليَّ خيارها

و صقيلة ِ الأنيابِ تش … ربُ حلوة ً أسآرها

تقع الأماني دون ما … تثنى بهِ أسحارها

باتت وذكري طيبا … دونَ الفراشِ شعارها

عرجتُ عنها معرضا … و قد استقام مزارها

و سلافة ٍ كدمِ الغزا … ل تخال مسكاً فارها

مما أعانَ عليه طي … بة َ بابلٍ أنهارها

غالي بها السابونَ وأف … تقدَ البدورَ تجارها

في بيتِ نصرانية ٍ … باسم المسيح عيارها

وَكتِ القرافَ بحجرها … و وكاؤها زنارها

ما كستُ كفَّ مديرها … و على هواي مدارها

لما حلتْ رشفاتها … لم تحلُ لي أوزارها

و سوايَ واثبُ لذة ٍ … تفنى َ ويبقى َ عارها

ما للرجال ترومُ أش … واطيَ الطوالَ قصارها

أحفيتُ رسغَ جيادها … و تنوءَ بي أعيادها

سل ناخسا إبلي بأ … يَّ تدنس عوارها

و حمى بني عبد الرحي … م يحوطها وجوارها

فإذا ذراهم بزلها … مرحولة وبكارها

أهونْ بباغي ضيمها … يوما وهم أنصارها

و الهضبة ُ الملساءُ تم … نعُ أن يداسَ خبارها

و الدوحة ُ العيناءُ تح … لو للجناة ِ ثمارها

ما بات يفقرها الندى … إلا وثمَّ يسارها

لولا تقي سؤالها … لاستهونتْ أعمارها

حلماء والكلمُ القوا … ذعُ مغضبٌ عوارها

مغامرون إذا الكما … ة ُ تواكتْ أغمارها

عربُ الأكفَّ نمتهمُ … من فارسٍ أحرارها

سالت أناملهم وشا … لت أنفسٌ ونجارها

فجاكَ آفاقُ المعا … لي منهمُ وبحارها

طاروا بمجدهمُ وقص … ر بالنجوم مطارها

ركبَ الصعابَ من ابنهم … ركاضها مغوارها

و حمى حقيقة َ مجدهم … سلسُ القناة ِ ممارها

لا تستباحُ مصونة ٌ … و أبو المعالي جارها

يقظانُ أسهره إذا … ذكرَ العيوبَ حذارها

قلقُ العزيمة ِ إن حمى … صغرَ النفوسِ قرارها

حمالُ ألوية ِ السيا … دة ِ ثبتها صبارها

سبقَ الكهولَ وسنه … ما استذرعتْ أشبارها

و جرى فقدمه على … أقرانهِ إفرارها

عجبوا وقد لفَّ الجيا … دَ إلى المدى مضمارها

أنّ القوارحَ أخرتْ … و تقدمتْ أمهارها

لا تعجبنَّ فإنه … امضى النصولِ طرارها

أعلى الكواكبِ في المنا … زلِ والعيونِ صغارها

هي دوحة ُ المجدِ التي … لا يخلفُ استثمارها

غدت الرياسُ معصما … فيها وأنتَ سوارها

هي خيرُ أهلِ زمانها … بيتا وأنتَ خيارها

إن السماء إذا سرتْ … معدودة ً أنوارها

كثرتْ كواكبها ولي … سَ كثيرة ً أقمارها

بك عمّ ودقُ سحابها … جودا وتمّ فخارها

و تشبثتْ غيظا بأع … ناقِ العداة شفارها

قادحتها بمحاسنٍ … ما أصلدتْ أيسارها

و خلائقٍ ملكَ الهوى … لك باقيا سحارها

شقتْ قلوبَ الحاسدين … و ما يشقُّ غبارها

كم من يدٍ لك كالغما … م وكالسحابِ غزارها

تروى بها حاي ويدُ … ركُ من زماني ثارها

و حصينة ٍ من حسن رأ … يك لا يقصُّ صدارها

تضفو عليَّ ذيولها … و تضمني أزرارها

و لطيفة ٍ باتت وقد … حفى الندى آثارها

أعيتْ إصابتها وإنْ … لم يعيني إكثارها

و الأعطياتُ جمالها ال … مشكورُ لا أقدارها

ففداك معطٍ يبذلُ الن … عمى َ ولا يختارها

و وقتك ريبَ الدهر أي … دٍ عرفها إنكارها

دينارُ جودكِ أو ودا … دك لي ولا قنطارها

و استأنفت لك عونها … ما أسلفتْ أبكارها

تطوي البلاد ولم ترمْ … فقطينها سفارها

من كلّ طائرة ِ الشعا … عِ إذا استطار شرارها

تصلُ الكبيرَ ولا يخا … ف ملالة ً زوارها

عذراء يخلع في هوا … ك مع العفاف عذارها

في أيّ بيتٍ شئتَ من … ها قلتَ ذا سيارها

سعتِ القوافي خلفها … و عنا لها جبارها

لو ما تقدم عصرها … و ترددتْ أدوارها

ودتْ فحولُ الجاهل … ية ِ أنها أشعارها

لو أنصفتْ فوق الطرو … سِ لأذهبتْ أعشارها

في كلّ يومِ هدية ٍ … مستحسنٌ تكرارها

يروى لكم بفم التها … نئ صفوها وخيارها