لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل – مهيار الديلمي

لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل … منّي إذا قام فيكِ مجادلي

طال الملامُ عليك أعلم أنه … حسدٌ وما حظيَ الحسودُ بطائلِ

أرضي الهوى منكِ المكدَّرَ بالنوى … حظا وأقنعُ بالغريم الماطلِ

وإذا شكوتكِ في جمالٍ هاجرٍ … عمدا شكرتك في خيالٍ واصلِ

ولقد أحلُّكِ لو عرفتِ محلّه … قلباً يضيق سوى هواكِ بنازلِ

أعطي بذلٍّ ما منعتِ بعزّة ٍ … فيضيعُ في أثناء بخلكِ نائلي

ما ضرَّ يا حسناءُ قلبا جائرا … لكِ لو تعلَّم من قوامٍ عادلِ

أمسائلٌ ماذا فعلنا بعده … سكنٌ بدجلة َ لا يجودُ لسائلِ

أم راجعٌ زمنٌ به بقى الأسى … ومضى وكيف رجوعُ أمسِ الزائلِ

هيهات زدنَ سنيَّ فانتقصت قُوى … ودّي ومتنَ مع الشباب وسائلي

كنتُ الحسامَ جلاي شرخُ شبيبتي … بين الحسان وماءُ غصني صاقلي

فطُرحتُ عن أعناقهنّ بأن ذوتْ … منّي ذوائبُ كنّ قبلُ خمائلي

عمرٌ مضى سرفا وعصرُ بطالة ٍ … أخذ المشيبُ لحقّه من باطلي

ملكَ الحجا منّي مكانَ خلاعتي … وتوقّرت بعد المراحِ شمائلي

أحييتُ أمواتَ المحاسنِ قائلا … لو لم يُرعنَ من الحسودِ بقاتلِ

قالوا عدوّك فاحتقره جاهلٌ … من لي على فضلي بحظ الجاهلِ

يا إخوة َ الأيّام يتَّبعونها … من مستقيمٍ كاذبٍ أو مائلِ

خلُّوا ابن أيّوبٍ عليَّ وشأنكم … من ناكثٍ أو غادرٍ أو حائلِ

من لا تحوّله الخطوبُ بحادثٍ … عنّي ولا عقلُ الزمان بشاغلِ

وإذا رجعتُ إلى أواخرِ ودّه … قابلتُها بوسائطٍ وأوائلِ

وإذا حملتُ عليه ثقلا لم أقل … يا ليتني روّحتُ ظهرَ الحاملِ

ما ضرّني قاسٍ عليَّ فنابذي … و محمدٌ حانٍ عليَّ فقابلي

لله راضٍ بالقليل لنفسه … متذمّمٌ لي بالكثير الفاضلِ

من ممسكي الحسبِ التليدِ ومطلقي ال … أيدي إذا جفَّتْ بنانُ الباذلِ

رامين في الغرض البعيد إذا نأى … يوم الفخار على سهام النابلِ

شرعوا إلى الغاياتِ كلَّ مهفهفٍ … سارٍ على خيلِ الأناملِ جائلِ

لو لم يكن رمحا لما شحذوا له … حدّين موضعَ زُجَّهِ والعاملِ

نفثاته السحرُ المبلبلُ لا كما … خبِّرت أنّ السحرَ صنعة ُ بابل

ألحقهمُ في المجدِ واحفظهم وزد … ولقد فعلتَ وزدتَ حدّ الفاعلِ

وأعرْ علاك العيدَ يزددْ حسنه … يا حليَ أيّامِ الزمانِ العاطلِ

قابلْ به عاماً ترنَّقَ إنه … متضاعفٌ لك خيره في القابلِ