كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ – الشريف المرتضى

كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ … يومَ طُلولٍ ورُسومٍ ودِمَنْ

لولا ليالي الخَيْفِ ماكانَ لنا … قلبٌ على حبِّ الغواني مُرْتَهَنْ

عَنَّ لنا منكِ على وادي مِنى ً … نَوْءُ غرامٍ ليتَهُ ماكانَ عَنْ

لم تقصدى رمى َ الجمارِ إنّما … رَميتِنا دونَ الجِمارِ بالفِتَنْ

كم صادَنا ثَمَّ فصِرْنا رِقَّهُ … مِنْ شَعَرٍ جَعْدٍ ومن وجهٍ حَسَنْ

ليتَ قَطيعاً بانَ عنّا باللِّوَى … من بعد أنْ أورطَ حبّاً لم يبنْ

وليتَه مَنَّ بوصلِ حَبْلِهِ … على قلوبٍ لم تُطِقْ حَمْلَ المِنَنْ

نِمْتُمْ وما تعرفُ منّا أعيُنٌ … من بعد أنْ ظعنتمُ طعمَ الوسنْ

راعكِ يا أسماءُ منّي بارقٌ … ضوّأ ما بين العذارِ والذّقنْ

لا تَنْفِري منهُ ولا تَسْتنكري … فهو صباحٌ طالما كان دجنْ

ثاوٍ نأى إذْ رحل الدّهرُ به … وأى ُّ ثاوٍ فى اللّيالى ما ظعنْ ؟

إنْ كان أحيا الحلمَ فينا والحجى … فإنّه غالَ المزاحَ والأرنْ

كم كعَّ مملوءَ الإهابِ من صِباً … عن العلا وأطلق الهمَّ اليفنْ ؟

نحن أناسٌ مالنا محلّة ٌ … إلاّ قلالُ الرّاسياتِ والقننْ

ما نقتنى إلاّ لهبّاتِ الوغى … سمرَ الرّماحِ والصّفاحِ والحصنْ

منّا النبى ُّ والوصى ُّ صنوهُ … ثُمَّ البَتولُ والحسينُ والحَسَنْ

وعمّنا العبّاسُ ، من كعمّنا ؟ … أبناؤه الغرُّ مصابيحُ الزّمنْ

من كلّ مرهوبِ الشّذا دانتْ له … ممالك لمّا تدنْ لذى يزنْ

جرّوا الجيوشَ والزّحوفَ مثلما … جرَّ اليمانيُّون أذيالَ اليُمَنْ

واعتصبوا بالعزّ لمّا اعتصبتْ … ملوكُ لَخمٍ بالنُّضارِ في شَدَنْ

وكم لنا مفخرة ٌ دينيّة ٌ … أحْذَتْ نِزارٌ كلُّها هامَ اليَمَنْ

سائلْ بنا إنْ كنت لا تعرفنا … سلَّ الظّبا البيضِ وهزّاتِ اللّدنْ

وكلَّ شعواء لها غمغمة ُ الشّاكى إذا حنّ لمنْ يشكو وأنّْ … ـشاكي إذا حَنَّ لمنْ يشكو وأنْ

مغبرّة ٌ بالنّقعِ حمراءُ الثّرى … إذْ ليس عينٌ للفتى ولا أُذُنْ

نُعدُّ في يومِ الوغَى أنجبَنا … مَن ضربَ القَرْنَ بسيفٍ وطَعَنْ

ومَن تراهُ خائفاً، حتّى إذا … تورّد الحومة َ فى الرّوعِ أمنْ

ومن إذا اعتنَّ هياجٌ لم يَخِمْ … أوْ جاد بالنّيلِ الجزيلِ لم يمنْ

لم تدخل الفحشاءُ فى أبياتنا … ولم نشر يوماً إليهنّ الظّننْ

ليس بهنَّ صَبْوَة ٌ ولا صِباً … ولم يصبْ فيهنّ لهوٌ أو دونْ

مَرافِدُ الفقر وأبوابُ الغِنَى … وعصمة ُ الخوفِ وعزُّ المُمتَهَنْ

وليس فينا كِظَّة ٌ من مَطْعَمٍ … ولم نعبْ قطُّ بما تجنى البطنْ

فقلْ لقومٍ فاخَرونا قبلَ أنْ … ينفّضوا أعراضهمْ من الدّرنْ

أينَ رؤوسُ القومِ من أخامصٍ … فى مفخرٍ أمْ أين وهدٌ من قننْ ؟

كيف تُرامونا وأنتمْ حُسَّر … أم كيف تغشون الظّبا بلا مجنْ ؟

قد كنتُمُ هادَنْتمونا مرَّة ً … ثمَّ التويْتُمْ هُدْنَة ً على دَخَنْ

وإنْ تكنْ عِيدانُكمْ صيغَتْ لنا … مِنْ أُبَنٍ فإنَّنا بلا أُبَنْ

وإنْ يَبِتْ أديمُكمْ ذا لَخَنٍ … فلم يكنْ فينا أديمٌ ذا لَخَنْ

شَنَنْتُمُ بغضاءَكمْ فينا، وكمْ … شَنَّ امرأٌ في قومِهِ مالم يُشَنْ

وكم وردتمْ صفونا ولم نردْ … مِن صفوكمْ إلاّ أُجاجاً قد أَسِنْ

ولم نزلْ نحملُ من أثقالكمْ … ما عجزتْ عنه ضليعاتُ البدنْ

دعوا لنا ظاهركمْ ثمّ اجعلوا … قبيحَكُمْ إنْ شِئْتُمُ فيما بَطَنْ

ماذا على مَنْ بجميلٍ ضَنُّهُ … على أخٍ لو كان بالشَّنعاءٍ ضَنْ؟

لولا احتقاري لكُمُ برَيْتُكمْ … ولم أرِدْ تقويمكمْ بَرْيَ السَّفَنْ

لا تَحذروا رَبَّ حُسامٍ صارمٍ … وحاذروا رَبَّ بيانٍ ولَسَنْ

يَفْنَى الفتَى وقولُهُ مخلَّدٌ … يمضى عليه زمنٌ بعد زمنْ

خلِّ لأبناءِ الغِنَى دُنياهُمُ … فمنْ يُهِنْ هذا الثَّراءَ لم يَهُنْ

فإنَّما الرّاحة ُ في هجرِ الغِنَى … والمالُ للألْبابِ هُمٌّ وحَزَنْ

سِيّانِ ـ والدّهرُ أخو تبدُّلٍ ـ … خِصْبٌ وجَدْبٌ وهُزالٌ وسِمَنْ

وليس يُنجي مِن ردى ً ساقتْ إلى … وروده الأقدارُ مالَ مختزنْ

ولا الرّماحُ والكفاحُ بالظُّبا … ولا الخيولُ والدُّروعُ والجُنَنْ

ولا تُقِمْ على الأذَى في وَطَنٍ … فحيثُ يعدوك الأذى هو الوطنْ

فإنَّما بيتُ فتى ً ذي أَنَفٍ … إمّا السّماءُ شاهقاً أوِ الجَنَنْ