قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ – الشريف المرتضى
قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ … ونحنُ نَطوي الفَلا من غيرِ تَعريسِ
زيارة ً إنْ تكنْ زَوراً فقد نفعتْ … و نفستْ من خناقٍ أيَّ تنفيسِ
و متعة ٍ لم يسرْ فيها الملامُ ولا … أطيعَ أمرٌ بها يوماً لأبليسِ
أمسكتُ نفسي بها والهمُّ يخفزها … وبائراً لا يزالُ الدَّهرَ يُخْملُه
ماذا أردتَ بما أوْلَيْتَنِيهِ فقدْ … أنِستُ من جَزْعِ وادٍ غير مأنوسِ
و كيفَ عاجَ شبابٌ لا ازوارَ به … و لا اعوجاجَ على شيبٍ وتقويسِ
وماظننتُ طَليقاً ماله أرَبٌ … يأتي بجنحِ الليالي ربعَ محبوسِ
حلفتُ بالبيت ملقى اللائذين به … هناك ما بين تسبيحٍ وتقديسِ
أتوه مثرية ً ذنباً أكفهمْ … وفارقوهُ بأَيْمانٍ مَفاليسٍ
والمَوْقِفَينِ ماضَحَّوا على عجلٍ … عن الجمارِ من الكوم المقاعيسِ
وما أَراقوهُ من جاري دمٍ بمنًى … و انشروا من نجيعٍ ثمَّ مرموسِ
للمالُ أبذلهُ للطالبين له … جزءٌ منَ المالِ مَغْموماً به كيسي
و الذكرُ مني وإنْ رحلتُ تنقله … نجوى الرجال وأسطارُ القراطيس
وإنْ بقيتُ فلِلْعَلْياءِ أركبُها … والمجدِ مابينَ تَصبيحٍ وتَغليسِ
و للمآرب والحاجات أبلغها … في المأثُراتِ على رُغم المعاطيسِ
و إنْ هدمتُ كما شاء العدا بردى ً … فما تهدم بنياني وتأسيسي
وإنْ فُقِدْتُ فلم يُفقَدْ كما علموا … قَهري الأساوِدَ والآسادَ في الخِيس
فليس تعريسُ من يرمى به قدرٌ … قعرَ الحفيرة ِ إلاّ كالتّعاريسِ
وما حنينِيَ إلاّ للعلاءِ إذا … حنَّ الرِّجالُ إلى هذي الطّراميسِ
و سيرتْ سيرتي صحفُ الرواة وكم … منَ الأحاديثِ مُلقى ً غيرَ مَطروسِ
أغدو وعِرْضيَ مَحروسٌ بلا أَمَلٍ … يسمو إليه وما لي غيرُ محروسِ
عزَّ الذي لا يبالي أين مسكنه … و لا يفرق بين الخفضِ والبوس
يا للرجال لهمٍّ بات يصحبني … أنَّى أقمتُ وفي سَيري وتَعريسي
كأنَّني راكبٌ منه على حَذَرٍ … قَرا طريقٍ خفيِّ الأثْرِ مطموسِ
لم يُعْيِني بعدَ أنْ أعيا الرِّجالَ معاً … من بين شمٍّ كنجم الأفق أشوسِ
ولم يَرُعْني وقد راعتْ صواعقُهُ … وسْطَ العرينة ِ أحشاءَ العنابيسِ
ولامزيَّة َ لولا ما يجيءُ بهِ … فضلُ الفتى بين مسعودٍ ومنحوس
ولم أكنْ قبلُ في فضلٍ بمتَّبعٍ … و لم أكنْ قطُّ في حيًّ بمدموسِ
سَلْ عن ضرابي وعن طعني لدَى رَهَجٍ … والسُّمرُ تتركُ في كفيِّ نحورَهُمُ
و السمرُ تترك في كفي نحورهمث … مقسومة ً بين معضوضٍ ومنهوسِ
و البيضُ تسمعُ في هام الرجال وفي … أعضائهمْ مثلَ أصواتِ النَّواقيسِ
جاءوا صحاحاً بلا جرحٍ ولا أثرٍ … ثمّ انثنوا بين مضروبٍ ومدعوسِ
و إنني كلَّ من شاغبتُ أفرسهُ … و لم أزلْ في الأعادي غيرَ مفروسِ
لا أوحش اللهُ مني كلَّ مضطجعٍ … منَ الفخارِ ولارَحْلي ولاعِيسي
و لا رأتني عينٌ قط مرتدياً … عاراً ولا كان كم شنعاءَ ملبوسي
بخستُ دون الورى ظلماً وما نظرتْ … عينايَ ذا مأثراتٍ غيرَ مبخوسِ
وقد قبستُ جميلاً دونَهُمْ بيدي … و أيُّ خيرٍ لفضلٍ غير مقبوسِ ؟
كن مالكاً قممَ الساداتِ كلهمُ … أوْ لا ، فكن مفرداً في قمة ِ القوسِ
إنْ كان بيتك خلواً لا جميلَ به … فإنَّ بيتيَ منه غيرُ مكنوسِ
وإِنْ تكنْ في مَلامِ القومِ مُنْغمساً … فإنَّني في ملامٍ غيرُ مغموسِ
و إنْ توقفتَ عن مغنى العلا فعلى … وادي الفضيلة ِ تَوقيفي وتحبيسي
و ما دنستُ بعارٍ في الرجال وما … لمسُ الكواكب إلاّ دون تدنيسي
لا تسكنني وكيسي أنتَ تعرفهُ … إلاّ جوارَ المناجيب الأكاييسِ
كأنَّ أوجُهَهُمْ من نورها غَصَبَتْ … ضوءَ الصباح وأنوارَ المقاييسِ
ولاتُعجْ بي على وادي الخمولِ ولا … شِعْبِ اللّئامِ وأجزاعِ الضَّغابيس
فليس منك جميلاً أنْ تجاورَ بي … معَ الطّهارة ِ أبياتَ الأراجيسِ
لولاي لم يهتد الأقوام كلهمُ … سبلَ الكلامِ ولا طرقَ المقاييسِ
درستُهُ فهْوَ مِلءُ العين تُبصرُه … غضَّ النَّواحي جديداً غيرَ مدروسِ
وبتَّ أُوضحُهُ حتّى جعلتُ بما … كشفتُ ما كان مظنوناً ” كمحسوس “
فما مشوا فيه إلاّ تبعاً أثرى … و لا جنوا غيرَ أشجاري ومغروسي
و كان من قبل أن محضتُ صفوتهُ … مُرِّدداً بينَ تلبيسٍ وتدليسِ
و بائراً لا يزال الدهرَ ” حليتهُ ” … ” وعاثرَ الحظّ ” لولا فرطُ تحبيسي