في كل يومٍ شرعة ٌ ونظامٌ – أحمد محرم
في كل يومٍ شرعة ٌ ونظامٌ … ما هكذا الأحكام والحكام
عشرون عاماً والديار مريضة ٌ … تنتابها الأدواء والأسقام
إن الأساة لتعرف الداء الذي … ترك المريض تذيبه الآلام
ولربما غش الطبيب عليله … ليعود منه الداء وهو عقام
كيف الشفاء لمصر من أدوائها … أم كيف يرجى عزها ويرام
والمصلحون كما علمت وأهلها … عنها على زجر المهيب نيام
وإذا النفوس تعددت أهواؤها … شقيت بها الكتاب والأقلام
يا دولة ٌ رفعت على أوطاننا … علماً تنكس تحته الأعلام
أين المواثيق التي أبرمتها … إن كان منك لموثق إبرام
لم تحفلي بعهودنا فنقضتها … يا هذه نقض العهود حرام
عشرون عاماً ما كفتك وهكذا … تأتي وتذهب بعدها الأعوام
طال المقام وأنت أنت ولم يكن … ليطول لولا الجهل منك مقام
دومي فما للجاهلين دوام … وكذا يكون الجد والإقدام
الأرض أرضك والسماء حليفة ٌ … لك والليالي والورى خدام
يا أمة خاط الكرى أجفانها … هبي فقد أودت بك الأحلام
هبي فما يحمي المحارم راقد … والمرء يظلم غافلاً ويضام
هبي فما يغني رقادك والعدى … حول الحمى مستيقظون قيام
عجباً لهذا النيل كيف نعقه … ويدوم منه البر والإكرام
لو كان يجزينا بسوء صنيعنا … أودى بهاتيك النفوس أوام
لكنها رحم الجدود ولم تزل … ترعى لدى أمثاله الأرحام
شيئان يذهب بالشعوب كلاهما … نومٌ عن الأوطان واستسلام
إلا يحن للراقدين قيام … فعليهم وعلى الديار سلام