فتنة 13 أبريل – إيليا أبو ماضي
بورك الصمصام من حكم … بين محكوم و محتكم
إنّني بعت اليراع به … لا أبيع السيّف بالقلم
صاح إنّ العزّ ممتنع … نيله إلاّ على الخدم
إنّما الضرغام سوّده … تابه المرهوب في البهم
لو يسمّى السيّف ثانية … بات يدعى منقذ الأمم
فله في الغرب مأثرة … مثلما في الترك و العجم
ضيف سالونيك مالك في … سجنها ضيف سوى السأم
ذاك ضيف غير محتشم … إن تحاول طرده يقم
قد خلت يلديز منك و ما … ذكرها يخليك من ألم
زلت عنها و هي باقية … عظة للخلق كلّهم
إن تكن تبغي الرجوع لها … ذاك مقضيّ لدى الحلم
مرتع الغيد الأوانس بل … مربع الواشين و التهم
خبّرينا إنّ فيك لنا … حكمة تعلو على الحكم
خبّرينا كيف عاقبة … البغي ، هل كانت سوى ندم ؟
جرت ( يا عبد الحميد ) بنا … غيرأنّ الجور لم يدم
كنت كالأيام ماقصدت … بالرزايا غير ذي شمم
ظلت تقري الحوت من جثث … أوشكت تبليه بالتخم
نعم للبحر تطرحها … يا لها في البرّ من نقم
و لكم حللت من حرم … و لكم أفسدت من ذمم ؟
لم تراع قطّ ذا صلة … لا و لم تشفق على رحم
راعك الدستور منتصرا … فأثرت الجند ( بالعمم )
كاد يلقى منك مصرعه … و هو لم يبلغ إلى الحلم
ربّ ليل بتّ ترقبه … رقبة السّرحان للغنم
و نهار كدت فيه له … غير خاش كيد منتقم
أحسبت القومخ غفلوا … و نسوا ما كان في القدم ؟
أم ظننت الشّعب حنّ إلى … إمرأة الخصيان و الخدم ؟
أم حسبت الجيش مبتعدا … و هو أدنى من يد لفم ؟
لم يطق صبرا على مضض … فأتى يسعى على قدم
علم من خلفه علم … و كمّي يقتفيه كمّي
حاط يلديزا فكان لها … كسوار غير منفصم
ورأت عيناك غضبته … فبكت خوف الرّدى بدم
شلّ منك التاج مهتضما … من يعاد الشعب يهتضم
بتّ لا جيش و لا علم … يا صريح الجيش و العلم
و فشى ما كنت تضمره … فعرفنا ناقص القسم
كنت مسلوب الكرى حذرا … و لقد أعطيته فنم
ودع الدّنيا و بهجتها … ما أرى الحسناء للهرم
لست من طرسي و لا قلمي … إن كبا في حلبه قلمي
قل لمن راموا مساجلتي … ليس غيري تاجر الكلم
يا رشاد الملك تهنئة … بالذي أوتيت من نعم
إن تكن ذاك السجين فيا … ربّ عان غير مجترم
أنت كالصدّيق أسكنه … فضله في السجن من قدم
كن لهاذا الشعب يوسفه … ينج من عدم و من عدم
لست ترضى أن يقال كبا … دون شعب هام بالصّنم
أنت للشورى نعوّذها … بك من عات و من نهم
فتقلّد سيف جدّك عث … مان جدّ البيض و الخدم
و تولّ الملك من أمم … و بجبل الله فاعتصم
قد شفى مرآك مقتله … من عمى ، و الأذن من صمم
دمت يا خير الملوك له … غير ما همّ و لا سقم