غوى الناس حتى لا صواب ولا رشد – أحمد محرم

غوى الناس حتى لا صواب ولا رشد … وضلوا فلا رسل تطاع ولا جند

إذا كنت في أمر النفوس مشاوراً … فما لك من سيفٍ تشاوره بد

وإنك إن أمعنت في نقدها انتهى … بك الأمد الأقصى ولم ينته النقد

وما زلت بالدنيا أعد ذنوبها … إلى أن تناهت همتي وانقضى العد

بليت بمن تفري الزواجر سمعه … فيطغى وترميه العظات فيشتد

يقول غواة الناس مجدٌ وسؤددٌ … ولا سؤددٌ فيما بدا لي ولا مجد

أرى الناس أنداداً ولا مجد لامرئٍ … إذا لم يكن كالدهر ليس له ند

بذلك أقضي في الصديق وفي العدى … ومثلي يدري ما العداوة والود

نما الناس حولي من محب وحاقدٍ … فما غرني حب ولا هاجني حقد

بني النيل إني لا أرى فيه مفرداً … ولا أدعي أني به الشاعر الفرد

وليس بناء المجد فيكم بقائمٍ … مدى الدهر والأخلاق تهوي وتنهد

كفى الدهر عتباً يا بني النبل أنه … مجال حياة ٍ للممالك أو لحد

عتبتم على الأيام وهي كعهدها … فلا تعتبوا حتى يدوم لكم عهد

وإن وثب الضرغام للصيد عادياً … فلا تعجبوا أي الضراغم لا يعدو

وما اتخذت للهو من قبل داحسٍ … رقاق المواضي والمسومة الجرد

بني النيل جدوا في المطالب واصدقوا … فلا مجد حتى يصدق العزم والجد

هو البأس حتى يجفل الأسد الورد … ويذهل عن حوبائه الرجل الجلد

سنركبها روعاء تلوي عنانها … ونرمي بها هوجاء ليس لها رد

وما هو إلا أن يثور غبارها … فلا أفق إلا وهو أقتم مسود