غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا – ابن شيخان السالمي

غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا … والقلب من وصل ذاك الظبي ما يئسا

يا خائفاً من رقيب أن يعود ضحَىً … لا بأس بالفرع صبحاً جئت أو غلسا

قد زاد ليلاً ونارُ الخد مؤنسة … فجئتُ أطلب منه للهدى قبَسا

أتيته لَعسى أشكو جنايته … وأجتنيِ من مجاني ثغره لَعَسا

لمَّا التقينا تعانقنا مصافحة … وصار كل يباري لوعة وأسى

فكدت أغْرِقُه أو كدتُ أَحْرِقُه … من عبرتي أدمعاً أو لبتي نَفَسَا

وكاد يشربني شوقاً ويلبسني … طوقاً وكل بنفس الآخر التبسا

وما قصدتُ لذكر الظبي من ذكر … حاشا لمثلي من أن يقرب النجِسا

لكن كنيت به عن ذكر غانية … لها أَديم بعين الشمس قد غمسا

فكل ليلاتنا كانت بها زهراً … وكل أيامنا كانَت بها عرسا

قالت وقد سرِتُ عنها وهي باكية … أَما تعود إلينا بعد قلت عسى

كأنَّ نور محياها وقد عرضَتْ … سيفُ الهمام أبي سابور إذ عبسا

كأنما الفضل بحر لا سبيل له … جرياً ولما تدلّى كفه انبجسا

كأنَّ في السحب من كفيه أنملة … وجوده لم يزل أن قطره احتبسَا

شريف أصل كريم الجد والأب لا … ترى بمنصِبه أو ثوبِه دنَسا

يُبيّض الوجهَ بالآمال يدرِكها … ولو نأت بأقاصي الأرض لا لتَمسا

مؤهَّل للعُلا جارٍ بقالَبها … عرفتُه ملكاً إن قام أو جلسا

هذي يتيمة عِقدٍ من مدائحِكم … من خادم برياض الودّ قد غرسا

فانظر إليها بعين الستر محتملاً … فمن تصدّى لكم بالمدح ما بُخِسا

لك الهناء بهذا العُرس يتبعه … خير من الله يأتي بكرةً ومَسَا