على اطلال الحيرة – محمد مهدي الجواهري

وقفت عليه وهو رِمةُ أطلالِ … أسائله عن سيرة العُصُر الخالي

مضَوا أهلُه عنه وخُلّف موحشاً … معاصرَ أجيال مترجمَ أحوال

خليلَيَّ ما لوح الكتاب مخلَّداً … [أفصحَ منه وهو مندرس بالي

مهيجَ بلبالٍ ” المناذرةِ” الأولى … بأنسك هجتَ اليومَ بالحزن بلبالي

أهابُك إنْ أدنو اليك كأنني … أرى الملكَ الغضبانَ َفي دسته العالي

أفي يوم بؤسٍ أم نعيم زيارتي … إليك لَقد خاطرت بالنفس والمال

أخاف ” أبا قابوس ” أن لا يسره … لساني ولا يُرضيه شكلي ولا حالي

أبعد ابن ذبيانٍ زيادٍ لسانِهِ … ونابغِه يُصغي ليسمعِ أقوالي

بلادك يا ” نُعمان ” سلْ كيف اصبحت … فغيرُك ليس اليوم عنها بسآل

فلا تحسبنْ أن العروبة معقِلٌ … منيعٌ : فقد أضحت نِهابباً لدُخّال

ولا تحتقرْ هذا المقالَ فانه … وإن قلَّ . يكبو دونه كل ُّ قوّال

لقد أعدت العربَ المقاويلَ رطنةٌ … وزمزمةٌ ليست بزجر ولا فال

لو أن ” زياداً” و ” المنخّلَ” راجعا … زماني لما جاءا براء ولا دال

يَعيبُكِ يا أم الجمال مبغَّضٌ … من القول عارٍ عن جمال وإجمال

خليليّ باع الناس بخساً بلادهم … فما لي وحدي سُمتها الثَمن الغالي