عريانة – محمد مهدي الجواهري
أنتِ تدرين أنني ذو لُبانَهْ … الهوى يستثيرُ فيَّ المَجانَهْ
وقوافيَّ مثلَ حُسنك لما … تَتَعرَّينَ حرّةٌ عُريانة
وإذا الحبُّ ثار فيَّ فلا تَمْنَعُ … أيُّ احتشامة ثوَرَانه
فلماذا تُحاولين بأنْ أعلنَ … ما يُنكِرُ الورى إعلانه
ولماذا تُهيِّجِين من الشاعِر … أغفى إحساسُهُ ، بركانه
لا تقولي تجهُّمٌ وانقباضٌ … بُغَّضا منه وجهَه ولسانه
فهما ثورةٌ على الدهر منّي … كجَواد لا يرتضي مَيدانه
أنا في مجلسٍ يضمُّكِ نشوانُ … سروراً كأنني في حانه
لوتُحسيِّنَ ما أحسُّ إذا رجَّفْتِ … في الرَّقص بطنَك الخمصانه
رجفة لا تمسُّ ما بين رفْغَيْكِ … وتُبقي الصدرَ الجميلَ مكانه
والذراعَينَ كلُّ ريانةٍ فعماءَ … تََلْقى في فَعمةٍ رَيّانه
والثُدِيَّيْنِ كلُّ رُمانة فرعاءَ … تَهزا بأُختِها الرُمّانه
عاريا ظهرُك الرشيقُ تحبُ العينُ … منه اتساقَهُ واتزانه
ما به من نحافةٍ يُستَشَفُّ العظمُ … منها ولا به من سَمانه
خُصَّ بالمحض من بُلهَنَيةِ العَيشِ … وأُعطي من الصبا عنفوانه
وتراه يجيء بين ظُهور الخُرَّدِ … الغيدِ سابقاً أقرانه
إذ تميلين يَمنة ويَساراً … مثلما لاعبت صَباً خيزُرانه
عندما تبسمين فينا فتفترُُّ … الشفاهُ اللطافُ عن أقحُوانه
إذ يحار الراؤون في حُسنك الفتّانِ … بل في ثيابك الفَتّانه
رُب جسمٍ تُطرى الملاحةُ فيه … ثم تَعدوه مُطرياً فُستانه
ما به من نقيصةٍ وكأنّ الثوب … أضحى متمماً نُقصانه
إن كفاً قاست عليك لباساً … مثلَ هذا مهّارةٌ شيطانه
عَرَفتْ كيف تَبروزين … إلى الجمهُور فيه لتخِلبي أذهانه
ضيَّقت مُلتقى نهودكِ … والكشْحَين منه وشمرَّت أردانه
وأشارت إلى اللعوبَيْن بالألباب … منا بوردةٍ مُزدانه
ليت شعري ما السرُّ في ان بدت … للعَين جَهراً أعضاؤُكِ الحُسّانه
واختفى عضْوُك الذي مازَه الله … على كل ما لديك وزانه
الذي نال حُظوةً حُرِم الانسانُ … منها خُصَّت الإنسانه
وتمنّى على الطبيعة شَكلا … هو من خير ما يكونُ فكانه
وَمَحلاً خِصبا فحلَّ بوادٍ … أنبتَ اللهُ حولَهُ ريحانه
لم يُرد من بَراه مُتعةَ نَفسٍ … ان يُغَطّى ولم يُردْ كِتمانه
ككتابٍ كشَّفت عن صفحتيهِ … ثم غطيَّت عَنوةً عُنوانه
أو غَديرٍ جمِّ المساربِ عذبٍ … حَرمَّوه وحلَّلوا شُطْئَانه
هيكلٌ من هياكِل اللهِ سُدَّ البابُ … منه وكفنَّوا صُلبانه
جسمُك الغضُ مَنطقٌ يدحَض … الحجّة لو لم تُسَتِّري بُرهانه
ملءَ عيني رأيت منكِ مع الأخرى … غرامَ البَناتِ يا فتّانه
رشفةٌ قد حُرمْتُها منك باتت … عند غيري رخيصةً مُستَهانه
أذ تلهَّتْ بمَحزِمٍ منك بُغيا النفس … من أن تستطيع منكِ احتضانه
وثنَتْ كفَّها إلى مهبِط الأشواقِ … منيّ فمَسحَّت أركانه
معها ” بعتِ ” خفةً ومُجونا … ومعي ” بِعتِ ” عفّةً ورزَانه
لو كإتيان هذه لك آتي … رجلاً لم تحبِّذي إتيانه
أتُريدين أن أقولَ لمن لم … يدر ما بينكُنَّ من إدمانه
فتيات الهوى استبحن من اللذات … ما لم يُبِحنَه فتيانه
أعروسان في مكان وعِرِّيسانِ … كلٌ منهم يُخَلَّى وشانه