عجبتُ من الأيام كيف تروعني – الشريف المرتضى
عجبتُ من الأيام كيف تروعني … ومن عَزَماتي تستمدُّ النَّوائبُ؟
وكيف ارتجتْ عندي بلوغَ إرادة ٍ … وما مال منّي في الغواية جانبُ
لقد هذَّبت صَرفُ اللّيالي بصيرتي … وآنسُ شيءٍ بالفؤادِ المصائبُ
إذا كنت أستعلي بنفسٍ عزيزة ٍ … فلا قامَ أنصارٌ ولا هبَّ صاحبُ
ورُبَّ حسودٍ يَزْدريني بقلبهِ … إذا رامَ نُطقًا أخرسَتْهُ المناقبُ
تسربل سربال الليالي وما درى … بأن مكاني ما مشى فيه عائبُ
وفارقتُ أخلاقَ الزَّمانِ وأهلهِ … فقد عجبتْ أنْ لم تَنَلني المعايبُ
ومارسْتُ مِن أحوالهمْ ما بطرفِه … أشاهِدُ ما تُفْضي إليه العواقبُ
إذا لم يكن بالسيف سعيُك للعُلا … فلا دان مطلوب ولا ثار طالبُ
وكنتُ إذا حاولت قوماً تسفّهتْ … حلومُهُمُ حتّى حَفَتْني السَّحائبُ
كأنّ الردى ما حُمّ إلا لِصَلْوتي … ولا خُلقتْ إلاّ لأجلي العجائبُ