عبد الحميد بعد اعلان الدستور – إيليا أبو ماضي
أبا الشعب إطلع من حجابك يلتقي … بطرفك مثل العارض
جماهير لا يحصى اليراع عديدها … هي الرمل إلا أنه لم ينسق
هو الشعب قد وافاك كالبحر زاخرا … وكالجيش يقفو فيلق إثر فيلق
تطلّع تجده حول قصرك واقفا … يحدّق تحديق المحبّ لوفّق
لقد لبسته الأرض حليا كأنهما … أياديك فيه لم تزل ذات رونق
وألقت عليه الشمس نظرة عاشق … غيور تلقّاها بنظرة مشفق
يهش لمرآك الوسيم وإنّما … يهش لمرآى الكوكب المتألّق
ويعشق منك البأس والحلم والنّدى … كذاك من ينظر إلى الحسن يعشق
يكاد به يرقى إليك اشتياقه … فيا عجبا بحر إلى البدر يرتقي
تفرّق عنك المفسدون وطالما … رموا الشعب بالتفريق خوف التفرّق
وكم أقلقوا في الأرض ثمّ تراجعوا … يقولون شعب مقلق أيّ مقلق
وكم زوّروا عنه الأراجيف وادّعوا … وأيّدهم ذيّاكم الزاهد التقي
لمن يرفع الشكوى؟ وقد وقفوا له … على الباب بالمرصاد فاسأله ينطق
وأما ولا واش ولا متجسس … فقد جاء يسعى سعي جذلان شيّق
يطارحك الحبّ الذي أنت أهله … وحسبك منه الحبّ غير مزوّق
وها جيشك الطامي يضجّ مكبرا … بما نال من عهد لديك وموثق
يطأطىء إجلالا لشخصك أرؤسا … يطأطىء إجلالا لها كلّ مفرق
لهام متى تنذر به الدهر يصعق … وإن يتعرّض للحوادث تفرّق
يفاخر بالسّلم الجيوش وإنّه … لأضربها بالسيف في كلّ مأزق
وأشجعها قلبا وأكرمها يدا … إذا قال لم يتّرك مجالا لأحمق
ألا أيها الجيش العظيم ترّفقا … ملكت قلوب الناس بالعرف فاعتق
ويا أيها الملك المقيم(بيلدز) … أرى كلّ قلب سدّة لك فارتق
ألا حبّذا الأجناد غوثا لخائف … ويا حبّذا الأحرار وردا لمستق
ويا حبّذا عيد الجلوس فإنّه … أجلّ الذي ولّى وأجمل ما بقي