صلوا إخوانكم واقضوا الذماما – أحمد محرم
صلوا إخوانكم واقضوا الذماما … وبلوا من جوانحنا الأواما
رويدا بالقلوب بني أبينا … أما تسقونها إلا ضراما
لعمر الرافدين لقد لبثنا … نعلل بالمنى عاما فعاما
نذاد عن الحياض ونحن هيم … فما نرد النطاف ولا الجماما
رويدا قومنا إنا وجدنا … قطيعة قومنا داء عقاما
وما نبغي إذا رمنا انتصافا … إلى شيء سوى الكرم احتكاما
عهدناكم على الأحداث أهلا … ذوي حسب وإخوانا كراما
فزوروا أرضنا أو فاجعلوها … وإن غضب العراق لكم مقاما
أيغضب أن يحب أخ أخاه … وهل يأبى لشملها التئاما
وجدنا الري ينكره علينا … وإن أودى الغليل بنا حراما
ما تفارقها قلوب … لنا كالطير رفرف ثم حاما
مضت أسرابها فهفت رياحا … ومرت في مسابحها غماما
فما أوفت على النهرين حتى … تخطفها الهوى فهوت ركاما
حماة الرافدين لو استطعنا … جعلنا النيرين لكم سلاما
سلام من شعاع الشعر صاف … أرقرقه فينسجم انساجاما
يظل سناه ملء الأرض يجري … فيكشف عن جوانبه الظلاما
وفدتم في مواكب من عصور … أعيد جلالها فبدت عظاما
عصور أقبلت منا ومنكم … تحدث عن أبوتنا القدامى
تجرد من أسنتهم لسانا … وترسل من أعنتهم كلاما
ذكرناهم فحركهم مطيف … من الذكرى وإن أمسوا رماما
وكبرت العروبة إذ رأتنا … فهبوا من مضاجعهم قياما
أراهم يرفعون كما عهدنا … وراء الجمع أعناقا وهاما
عموا آباءنا طفلا وطيبوا … فإن لكم لعزا لن يضاما
أعدنا الشرق سيرته وقمنا … نعالج أمره حتى استقاما
أهاب بنا الزمان وأيقظتنا … قوارع توقظ الأمم النياما
نذود الوحش تطلبنا جياعا … ونأبى أن نكون لها طعاما
ولولا أن ندافعها لأفنت … بقيتنا اقتناصا والتهاما
أراها حولنا عجلى ترامى … كموج البحر تزدحم ازدحاما
وراءك واطلبي قنصا سوانا … فإن لحومنا أمست سماما
متى تعصي النصيح فتطعميها … كعهدك تطعمي الموت الزؤاما
أبى لبني العروبة أن يهونوا … قوى لن تستطاع ولن تراما
لئن أخذتهم الغارات تترى … فما وهنوا ولا ملوا الصداما
مضيا في الجهاد بني أبينا … وضنا بالعروبة واعتصاما
بدجلة والفرات إذا نزلتم … فحيوا فيهما الشعب الهماما
وإن عدت العوادي فاذكرونا … وقولوا أمة ترعى الذماما
كلمات: المنتظر
ألحان: طلال مداح