صريع هوى ً أفقت وما أفاقا – أحمد محرم

صريع هوى ً أفقت وما أفاقا … ونمت وبات يستبكى الرفاقا

أعن أمر الوشاة قتلت نفساً … تساقط حسرة ً ودماً مراقا

أدر رأييك في نشوات حب … أدرت به الأسى كأساً دهاقا

أتصحو من خمار الحب دوني … وأهذي فيك وجداً واشتياقا

وضعت الكأس حين رفعت كأسي … أعب هوى ً كرهت له مذاقا

تكلفت المحال لعل قلبي … يجاذبك السلو فما أطاقا

ودعوى الحب في الأقوام زورٌ … إذا لم يشربوا السم الذعاقا

فلا ترض المودة من أناسٍ … إذا كانت مودتهم نفاقا

بلوت المدعين بلاء صدقٍ … فلا أدباً وجدت ولا خلاقا

دعاة الشر يتفقون فيه … ولا يرجون في الخير اتفاقا

إذا كان الهوى دلفوا سراعاً … وإن كان الهدى ركبوا الإباقا

كأن بهم غداة يقال سيروا … إلى العلياء قيداً أو وثاقا

أسارى في قيود الجهل تأبى … لهم أخلاقهم منها انطلاقا

لبئس القوم ما منعوا ذماراً … ولا رفعوا لصالحة ٍ رواقا

ألست ترى مجال الجد فيهم … على سعة الجوانب كيف ضاقا

أضاعوا الشعب حين تواكلوه … وساموه التفرق والشقاقا

ولو أني وليت الأمر فيه … جعلت مكانه السبع الطباقا

ولكني امرؤٌ لا شيء عندي … سوى قلمٍ يذوب له احتراقا

وما تغني بنات الشعر شيئاً … إذا ما الشر بالأقوام حاقا