صحو بعد سكر – محمد مهدي الجواهري
أأن عن في جنح الدجى بارق الحمى … طويت على الشوق الفؤاد المتيما
وباتت تعانيها ضلوعك جذوة … تضيئ إذا ما طارق الوجد أظلما
جهدت فلم تملك مع الحب مهجة … بها لم يصح الشوق إلا لتسقما
تود وفيه الحزم لو كانت بالحشا … ضنينا ويأبى الحب الا تكرما
سلوت الهوى فليردد النوم سالب … فجفني لم يخلق لكيلا يهوما
فما أنا من ريم الحمى بمكانه … تهون من قدري لديه ليكرما
ولا أنا ممن يقتفي الجهل كاشفاً … فؤادي مرمى للغواني مرجما
ومالي وسلسال بخد مرقرق … نصيبي منه لوعة تورث الظما
قلى لك يا ظبي الصريم وللهوى … فذاك زمان كان ، ثم تصرما
بمثل الذي راشت لحاظك للحشا … رماني زماني لا عفا الله عنكما
وما فيك يا عرش الشباب مزية … على الشيب الا السير فيك على عمى
سلمت وقد أسلمتني بيد الأسى … كأني إلى الموت اتخذتك سلما
خليلي هل كان السها قبل واجدا ً … خفوق الحشا أم من فؤادي تعلما ؟
وهل بحمام الأيك ما بي من الأسى … شكا فتغني ، واستراب فجمجما
أظنك ما رنمت إلا تجلداً … وإن قال أقوام سلا فترنما
وما ذاك من ظلم الطبيعة أن ترى … شجياً، ولكن كي ترى الحزن مثلما
ولم تبكك الأزهار وجداً وانما … نثرت عليهن الجمان المنظما
فنح ينح القلب المعنى فانما … أقام علينا الليل بالحزن مأتما
وبح لي بأسرار الغرام فرحمة … بأهل الهوى غني مغن ونغما
ولا تحذر الشهب الدراري فلم يدع … لها برح الشهبين قلبا لتعلما
ومنك تعلمت القريض منمنماً … فحق بان أهديك شكري منمنما
فلا تبتئس أن آلمتك حوادث … فأن قصارى الحر ان يتالما
افي كل يوم للحواسد جولة … ارى مقدماً فيها الذي كان محجما
كأن لم أسر من مقولي في كتيبة … ولا حملت كفي اليراع المصمما
ولا كان لي البدر المعلى مسامراً … وان كنت أعلى منه قدراً واكراما