شكوى وآمال – محمد مهدي الجواهري

أعاتب فيك الدهر لو كان يسمع … وأشكو الليالي ، لو لشكواي تسمع

أكل زماني فيك هم ولوعة … وكل نصيبي منك قلب مروع

ولي زفرة لا يوسع القلب ردها … وكيف وتيار الأسى يتدفع

أغرك مني في الرزايا تجلدي … ولم تدر ما يخفي الفؤاد الملوع

خليلي قد شف السها فرط سهدها … فهل للسها مثلي فؤاد وأضلع

كأني وقد رمت المواساة في الورى … أخو ظمأ مناه بالورد بلقع

كأن ولاه الأمر في الأرض حرمت … سياستهم أن يجمع الحر مجمع

كأن الدراري حملت ما أبثه … إلى الليل من شكوى الأسى فهي ضلع

كأن بلاد الحر سجن لمجرم … وما جرمه إلا العلى والترفع

ستحملني عن مسكن الذل عزمة … باسعافه دون البرية أطمع

أرى لك في هذا التورع مقصداً … وإلا فما ضب الفلا والتورع

تلفعت بالتقوى وثوبك غيره … فلله ذياك الضلال الملفع

لعل زماناً ضيعتني صروفه … يرق فيرعى فيه قدر مضيع

وخلاً أساء الظن بي إن بدت له … حقيقة ما أخفي عن الشر يقلع

إليك زماني خذ حياة سئمتها … هي السم في ذوب الحشاشة ينقع

وإني وإن كنت القليل حماقة … فلي مبدأ عنه أحامي وأدفع

ولو أنني أعجلت خيفت بوادري … ولكن صبر الحر للحر أنفع